ولهذا كانت الشيعة المتقدمون خيرا من الخوارج الذين قاتلهم أمير المؤمنين بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأما كثير من متأخري علي بن أبي طالب الرافضة فقد صار شرا من الخوارج بكثير، بل فيهم من هو من أعظم الناس نفاقا بمنزلة المنافقين الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو فوقهم أو دونهم؛ ولهذا قال [ ص: 522 ] صاحب الصحيح في كتاب خلق الأفعال: ما أبالي أصليت خلف الجهمي أو الرافضي أو صليت خلف اليهودي والنصراني. ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم. البخاري
قال: وقال هما ملتان فاحذروهم: عبد الرحمن بن مهدي: الجهمية، والرافضة.
إذا عرف ذلك فالجهمية أظهروا مسألة القرآن وأنه مخلوق، وأظهروا أن الله لا يرى في الآخرة ولم يكونوا يظهرون لعامة المؤمنين وعلمائهم إنكار أن الله فوق العرش وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وإنما كان العلماء يعلمون هذا منهم بالاستدلال والتوسم كما يعلم المنافقون في لحن القول، قال [ ص: 523 ] الله تعالى: ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول [محمد 30] فأقسم سبحانه وتعالى أن المنافقين لتعرفنهم في لحن القول، وهذا كما قال الإمام الذي هو من أعظم أئمة الدين: القرآن كلام الله نزل به حماد بن زيد جبريل ما يحاولون إلا أن ليس في السماء إله.
وقال أيضا سمعت سليمان بن حرب، وذكر هؤلاء حماد بن زيد الجهمية، فقال: إنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء شيء.
وقال كلمت عباد بن العوام الواسطي: [ ص: 524 ] وأصحاب بشرا المريسي بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهي أن يقولوا: ليس في السماء شيء.
وقال ليس في أصحاب الهواء شر من أصحاب عبد الرحمن بن مهدي: يدورون على أن يقولوا ليس في السماء شيء، أرى والله أن لا يناكحوا ولا يوارثوا. جهم
وقال أيضا: أصحاب يريدون أن يقولوا ليس في السماء شيء، وأن الله ليس على العرش، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا قتلوا [ ص: 525 ] وقال جهم عاصم بن علي: ناظرت جهميا فتبين من كلامه أن لا يؤمن أن في السماء ربا.
وقال ما الذين قالوا إن لله ولدا أكفر من الذين قالوا إن الله لا يتكلم. علي بن عاصم:
وقال: احذر من وأصحابه، فإن كلامهم أبو جاد الزندقة، وأنا كلمت أستاذهم المريسي فلم يثبت أن في السماء إلها. جهما
هكذا وجدت هذا عنه في كتاب خلق الأفعال والأول رواه للبخاري. عن ابن أبي حاتم عاصم بن علي بن عاصم في كتاب [ ص: 526 ] الرد على الجهمية.
وكان يسميهم زنادقة إسماعيل بن أبي أويس العراق، وقيل له: سمعت أحدا يقول: القرآن مخلوق، فقال: هؤلاء الزنادقة والله، لقد فررت إلى اليمن حين تكلم أبو العباس ببغداد بهذا فرارا من هذا الكلام.
[ ص: 527 ] وقال من كذب بحديث وكيع بن الجراح: إسماعيل عن قيس عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني قوله: [ ص: 528 ] فهو جهمي، فاحذروه. إنكم سترون ربكم كما ترون الشمس والقمر؛