وقوله في الوجه السابع: "إن الأجسام متماثلة، وهي مختلفة في الضوء والظلمة، فيكون الضوء عرضا قائما بالأجسام".
يقال له: لا نزاع في أن الضوء الذي هو عرض قائم بالأجسام يسمى نورا مثل شعاع الشمس المنبسط على الأرض، وكذلك ضوء القمر المنبسط على الأرض، وكذلك نور النار كالسراج القائم بالجدران، لكن النور يقال للعرض، ويقال للجسم أيضا، فإن نفس النار تسمى نورا، فإنه إذا سمي ضوء النار الذي يكون على الأرض والحيطان نورا، فالنار الخارجة من الفتيلة وهو جسم قائم بنفسه أولى أن يكون نورا، قال الله تعالى: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا [يونس: 5]. فسمي هذا ضياء، [ ص: 75 ] وهذا نورا، مع العلم بأنه يقال: ضياء الشمس، ويقال: نور القمر، فعلم أن الاسم يتناول الجسم ويتناول العرض، فعلم أن اسم النور في حق الخالق وحق المخلوق، يقال للموصوف القائم بنفسه، ويقال للصفة القائمة به، ويقال لما يحصل لغيره من نوره كالأشعة المنعكسة، وقوله تعالى: الله نور السماوات والأرض مثل نوره [النور: 35]. يتناول الأقسام الثلاثة، فإنه أخبر أنه نور، وأخبر أن له نورا، وأخبر أنه كمشكاة فيها مصباح، ومعلوم أن المصباح الذي في المشكاة له نور يقوم به، ونور [ ص: 76 ] منبسط على ما يصل إليه من الأرض والجدران.