[ ص: 50 ] وممن أيضا من أكابر أهل الإثبات نفى لفظ الحد قال في رسالته المشهورة إلى أهل أبو نصر السجزي، زبيد: وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته وأن الأمكنة غير خالية من علمه وهو بذاته تعالى فوق العرش [ ص: 51 ] بلا كيف بحيث لا مكان.
وقال أيضا: فاعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه وتعالى فوق العرش بذاته من غير مماسة وأن الكرامية ومن تابعهم على القول بالمماسة ضلال.
وقال: وليس من قولنا إن الله فوق العرش تحديد له، وإنما التحديد يقع للمحدثات فمن العرش إلى ما تحت الثرى محدود، والله سبحانه وتعالى فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد لاتفاقنا أن الله تعالى كان ولا مكان ثم خلق المكان وهو كما كان قبل خلق المكان.
قال: وإنما يقول بالتحديد من يزعم أنه سبحانه وتعالى على مكان وقد علم أن الأمكنة محدودة فإن كان فيها [ ص: 52 ] بزعمهم كان محدودا وعندنا أنه مباين للأمكنة ومن حلها وفوق كل محدث؛ فلا تحديد لذاته في قولنا، هذا لفظه.