فصل
وأما وهو قوله صلى الله عليه وسلم: الحديث الذي احتجوا به، «إن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا أهل العلم بالله، فإذا أنكروا لم ينكره إلا أهل الغرة بالله» فهذا حجة عليهم إن كان صحيحا، فإن هذا ليس له إسناد تقوم به الحجة، بل قد رواه أبو إسماعيل عبد الله بن محمد الأنصاري في كتابه الفاروق بإسناد فيه من [ ص: 328 ] لا يعرف.
وأبو إسماعيل هو وشيخه وغيرهم يحملون ذلك على أحاديث الصفات الدالة على إثبات الصفات [ ص: 329 ] لله تعالى، يحيى بن عمار وأبو حامد يحمل ذلك على ما يذكره في الكتب المضنون بها، ونحو ذلك من أقوال الباطنية الملاحدة، لكنه رجع عن ذلك في آخر عمره، فهذا الحديث إن لم يكن صحيحا فلا حجة فيه، وإن كان صحيحا بتقدير صحته ففيه "أن من العلم كهيئة المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله، فإذا نطقوا به أنكره أهل الغرة بالله".