قالوا -واللفظ للبغوي- قال: قد جاء الوعيد في حق من قال في القرآن برأيه، وذلك في حق من قال من قبل نفسه شيئا من غير علم، فأما وأما التفسير وهو الكلام في أسباب نزول الآية وشأنها وقصتها: [ ص: 271 ] فلا يجوز إلا بالسماع بعد ثبوته من طريق النقل. التأويل وهو صرف الآية إلى معنى محتمل موافق لما قبلها وما بعدها غير مخالف للكتاب من طريق الاستنباط، فقد رخص فيه لأهل العلم،
من التفسرة، وهي: الدليل من الماء الذي ينظر فيه الطبيب، فيكشف عن علة المريض، كذلك المفسر يكشف عن شأن الآية وقصتها. وأصل التفسير
واشتقاق التأويل من الأول وهو الرجوع، يقال: أولته أي صرفته فانصرف.
وذكر من طريق حدثنا إسحاق بن راهويه، [ ص: 272 ] عن جرير بن عبد الحميد، عن المغيرة، واصل بن حبان، عن أبي الأحوص، عن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عبد الله بن مسعود، [ ص: 273 ] [ ص: 274 ] وروي: «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، لكل آية منها ظهر وبطن، ولكل حد مطلع» «لكل حرف حد، ولكل حد مطلع».
قال: واختلفوا في تأويله، قيل: الظهر لفظ القرآن، والبطن تأويله، وقيل: الظهر ما حدث عن أقوام أنهم [ ص: 275 ] عصوا، فعوقبوا، فهو في الظاهر خبر، وفي الباطن عظة، وتحذير أن يفعل أحد مثل ما فعلوا فيحل به ما حل بهم، وقيل: معنى الظهر والبطن التلاوة والفهم، يقول: لكل آية ظاهر وهو أن يقرأها كما أنزلت، قال الله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا [المزمل: 4]. وباطن وهو التدبر والتفكر، قال الله تعالى: كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته [ص 29]. ثم التلاوة تكون بالعلم والحفظ والدرس.
والفهم يكون بصدق النية وتعظيم الحرمة وطيب الطعمة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لكل حرف حد» أراد: حدت في التلاوة والتفسير لا يجاوز، ففي التلاوة لا يجاوز المصحف، [ ص: 276 ] وفي التفسير لا يجاوز المسموع.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لكل حد مطلع» أي: مصعد يصعد إليه، من معرفة علمه، ويقال: المطلع الفهم، وقد يفتح الله على المتدبر والمتفكر في التأويل والمعاني ما لا يفتحه على غيره، وفوق كل ذي علم عليم.