فصل 
ثم ذكر الرازي  في نهايته الحجة الثالثة لمثبتي الجهة، وهي الاستدلال برفع الأيدي في الدعاء  وقد تقدم ذكرها، ثم قال: "ورابعها التمسك بظواهر الآيات كقوله تعالى: الرحمن على العرش استوى  ، يخافون ربهم من فوقهم  وقوله: إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه  وقوله تعالى: تعرج الملائكة والروح إليه  وقوله تعالى: وهو القاهر فوق عباده  قال: "ومما تمسكوا به على اختصاصه بجهة فوق [خاصة] بعد أن بينوا كونه في الجهة، هو أن فوق أشرف الجهات، فيجب أن يكون مختصا به". 
 [ ص: 305 ] قال: والجواب عما تمسكوا به رابعا: أنا نعارضهم بقوله تعالى: وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم  وبقوله تعالى: ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا  وبقوله: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد  وبقوله: إنني معكما أسمع وأرى  قال: "وأما التفصيل في تأويل كل واحدة من الآيات فقد صنفوا فيه كتبا فلا حاجة بنا إلى ذكره". 
				
						
						
