[ ص: 453 ] وروى في " كتاب السنة " قال: " حدثنا الخلال قال: سألت أبو بكر المروذي أبا عبد الله عن أحاديث الرؤية فصححها، وقال: قد تلقتها العلماء بالقبول، لنسلم الخبر كما جاء".
وعن قال: " سمعت حنبل بن إسحاق أبا عبد الله يقول: أدركنا الناس وما ينكرون من هذه الأحاديث شيئا: أحاديث الرؤية، وكانوا يحدثون بها على الجملة، يمرونها على حالها غير [ ص: 454 ] منكرين لذلك ولا مرتابين.
وقال حنبل: قال أبو عبد الله قال الله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء [الشورى: 51] موسى من وراء حجاب، وقال: فكلم الله رب أرني أنظر إليك قال الله تعالى: لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني [الأعراف: 143] فأخبر الله تعالى أن موسى عليه السلام يراه في الآخرة، وقال عز وجل: كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون [المطففين: 15] ولا يكون حجاب إلا لرؤية، فأخبر الله أن من شاء الله ومن أراد يراه، والكفار لا يرونه.
فقال حنبل في موضع آخر: القوم يرجعون إلى التعطيل في [ ص: 455 ] قولهم ينكرون الرؤية.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: قال الله عز وجل: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة [القيامة: 22-23] قال: أحاديث تروى في النظر: حديث وغيره" تنظرون إلى ربكم" أحاديث صحاح وقال: جرير بن عبد الله للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [يونس: 26] وهي ثم قال النظر إلى الله عز وجل، أبو عبد الله: نؤمن بها ونعلم أنها حق، يعني أحاديث الرؤية، ونؤمن أن الله يرى، نرى ربنا يوم القيامة لا نشك فيه ولا نرتاب.
وسمعت أبا عبد الله يقول: الجهمية: إن الله لا يرى في الآخرة، ونحن نقول: إن الله يرى، لقوله عز وجل: قالت وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة وقال الله تبارك وتعالى لموسى: فإن استقر مكانه فسوف تراني [الأعراف: 143] فأخبر الله أنه يرى. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: رواه " إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر وهذه الشمس" جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: و: " كلكم [ ص: 456 ] يخلو به ربه" " وإن الله يضع كنفه على عبده، فيسأله ما عملت".
هذه الأحاديث تروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تروى صحيحة، وعن الله تبارك وتعالى أنه يرى في الآخرة، وهذه أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مدفوعة، والقرآن شاهد أن الله يرى في القيامة، وقول إبراهيم لأبيه: يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا [مريم: 42] فثبت أن الله يسمع ويبصر، وقال الله تعالى: يعلم السر وأخفى [طه: 7] وقال: إنني معكما أسمع وأرى [طه: 46] وقال أبو عبد الله: فمن دفع كتاب الله ورده والأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 457 ] واخترع مقالة من نفسه وتأول برأيه فقد خسر خسرانا مبينا، وسمعت أبا عبد الله يقول: من زعم أن الله لا يرى في الآخرة فقد كفر بالله، وكذب بالقرآن ورد على الله أمره، فيستتاب فإن تاب وإلا قتل".