أنبأنا محمد بن عبد الله بن سليمان [ ص: 251 ] الحضرمي، حدثنا جمهور بن منصور، حدثنا إسماعيل بن مجالد، حدثنا عن مجالد، أن الشعبي كان يقول: عبد الله بن عباس محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه مرتين: مرة ببصره ومرة بفؤاده» «إن قوله: ما زاغ البصر وما طغى [النجم: 17] ما كذب الفؤاد ما رأى [النجم: 11] فسمع كعب الحبر قول فقال: «أشهد أن في التوراة: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين ابن عباس موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، فرآه محمد مرتين ولم يكلمه وكلمه موسى مرتين ولم يره» وكان يقول: «التي في ابن عباس إذا الشمس كورت [التكوير: 1] إنما عنى بها جبريل، إن محمدا رآه كما رآه في صورته عند الله قد سد الأفق» وبه عن [ ص: 252 ] عن مجالد، عن الشعبي، أنه كان يقول كما قال علي ابن عباس.
فهذه الروايات لو كانت محفوظة عن لم تكن وحدها حجة، فكيف وليست محفوظة عنه، وقد خولف؟! مجالد
قال حدثني عمي قال: حدثنا ابن خزيمة: أبنا عبد الرزاق، عن ابن عيينة، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عبد الله بن الحارث قال: «اجتمع ابن عباس وكعب فقال إنا ابن عباس: بنو هاشم نزعم أو نقول: إن محمدا رأى ربه مرتين، قال: فكبر كعب حتى جاوبته الجبال، فقال: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى صلى الله عليهما وسلم فرآه محمد صلى الله عليه وسلم بقلبه وكلمه موسى» قال قال مجالد: فأخبرني الشعبي أنه مسروق أي أمتاه هل رأى لعائشة: محمد ربه قط؟ قالت: إنك لتقول قولا إنه ليقف منه [ ص: 253 ] شعري قال: قلت: رويدا، قال: فقرأت عليها والنجم إذا هوى إلى قوله: فكان قاب قوسين أو أدنى [النجم: 1-9] فقالت: أين يذهب بك؟! إنما رأى جبريل في صورته، من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب، ومن حدثك أنه يعلم الخمس من الغيب فقد كذب إن الله عنده علم الساعة إلى آخر السورة [لقمان: 34]. قال
قال «فذكرت هذا الحديث عبد الرزاق: فقال: ما لمعمر عندنا بأعلم من عائشة قال ابن عباس، لو كنت ممن استحل الاحتجاج بخلاف أصلي واحتججت بمثل أبو بكر بن خزيمة: لاحتججت أن مجالد بني هاشم قاطبة قد خالفوا رضي الله عنها في هذه المسألة، وأنهم جميعا كانوا يثبتون أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه مرتين، فاتفاق عائشة بني هاشم عند من يجيز الاحتجاج بمثل أولى من انفراد مجالد بقول لم يتابعها عليه أحد من أصحاب [ ص: 254 ] عائشة محمد يعلم، ولا امرأة من نساء النبي صلى الله عليه وسلم، ولا المبايعات».
قلت: هذه الرواية الثابتة عن من رواية مجالد عنه ليس فيها إلا أنه رآه مرتين، كرواية غير ابن عيينة وقول مجالد، كعب في هذه الرواية: «إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى فرآه محمد صلى الله عليه وسلم بقلبه وكلمه موسى» وذكر ذلك تصديقا لقول دليل على أن هذه هي رؤية الفؤاد، كما جاء مصرحا به، يبين ذلك أن الذي حضر كلام ابن عباس وكلام ابن عباس كعب ورواه وهو لمجالد عبد الله بن الحارث بن نوفل أحد رجال بني هاشم وأعيانهم كان يقول: ذلك كما رواه حدثنا الخلال: أحمد بن محمد الأنصاري، حدثنا مؤمل [ ص: 255 ] قال: حدثنا حماد، عن سالم أبي عبد الله، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل في قوله تعالى ما كذب الفؤاد ما رأى [النجم: 11] قال: «رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه ولم تره عيناه» وهذه الرواية من رواية الإمام عن ابن عيينة وقد بين فيها أيضا أن مجالد، سمع ذلك من الشعبي عبد الله بن الحارث فتبين أن الرواية الأولى مع ضعف رواتها مرسلة، وأن هذه الرواية عن كعب كما رواه حدثنا ابن خزيمة: هارون بن إسحاق، حدثنا [ ص: 256 ] عبدة، عن عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عبد الله بن الحارث بن نوفل بن كعب قال: «إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، فرآه محمد مرتين، وكلمه موسى مرتين» وكذلك ما رواه أبو حفص بن شاهين، وذكره عن القاضي أبو يعلى عن الضحاك بن مزاحم، قال ابن عباس محمد ربه بعينيه مرتين» فهذا لم يذكر إسناده ولم يذكره [ ص: 257 ] المعتمدون «رأى كابن خزيمة والخلال ونحوهما ممن جمع الآثار في هذا الباب، بل قد روى حديثين من طريق الخلال الضحاك عن أنه قال: ابن عباس، «رآه بفؤاده دون عينيه» وذلك يعارض هذا، يبين ذلك أن الروايات المحفوظة عن عكرمة والشعبي إما مقيدة بالفؤاد وإما مطلقة، كما روى قال: حدثنا ابن خزيمة الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا محمد بن الصباح قال: حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن عاصم، عن عن [ ص: 258 ] الشعبي، عكرمة، جميعا عن قال: ابن عباس محمد ربه». «رأى
ورواه بعضهم عن الشعبي وعكرمة جميعا عن قال ابن عباس، حدثنا عمي قال: حدثنا ابن خزيمة: قال: أخبرنا عبد الرزاق، عن إسرائيل، عن سماك بن حرب، عكرمة، عن في قوله ابن عباس ما كذب الفؤاد ما رأى [النجم: 11] قال: رآه بقلبه.