وأعجب من هذا أنهم حتى يعد منكره خارجا عن الدين، كما قال يجعلون إثبات الجوهر الفرد دين المسلمين، أبو المعالي وذووه: (اتفق المسلمون على أن الأجسام تتناهى في تجزئها وانقسامها حتى تصير أفرادا، وكل جزء لا يتجزأ ولا ينقسم، وليس له طرف واحد وجزء شائع، ولا يتميز. [ ص: 249 ] وإلى هذا صار المتعمقون في الهندسة، وعبروا عن الجزء بالنقطة، فقالوا: النقطة شيء لا ينقسم، الفلاسفة إلى أن الأجسام لا تتناهى في تجزئها وانقسامها، وإلى هذا صار النظام من أهل الملة" ثم اعترفوا بأنه تنتهي قسمتها بالفعل، وتنتهي قسمتها بالقوة، ويعنون بالقوة صلاحية الجزء للانقسام. وصار الأكثرون من
والعجب أنهم اتفقوا على أن الأجرام متناهية الحدود والأقطار، منقطعة الأطراف والأكثاف، وكذلك على كل [ ص: 250 ] جملة ذات مساحة فإن لها غايات ومنقطعات بالجهات، ثم قضوا بأنها تنقسم أجزاء بلا نهاية، والجملة المحدودة كيف تنقسم أجزاء لا تتناهى ولا يحاط بها؟ !