وروى عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن أبي هارون [ ص: 200 ] محمد بن خالد، عن يحيى بن المغيرة، قال: يقول: «كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم، وإنما يحاولون أن يقولوا: ليس في السماء إله». جرير بن عبد الحميد، سمعت
وروى في كتاب «السنة» وروى غيره بأسانيد صحيحة، عن «عبد الله بن أحمد بن حنبل» الذي [ ص: 201 ] يقال له: أمير المؤمنين في كل شيء، لجلالته في أنواع الفضائل، أنه قيل له: بماذا نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق سمواته على عرشه، بائن من خلقه، ولا نقول كما تقول الجهمية: إنه هاهنا في الأرض. وهكذا قال عبد الله بن المبارك، أيضا. الإمام أحمد
وروى أيضا، عن عبد الله بن أحمد أن رجلا قال له: «يا عبد الله بن المبارك، أبا عبد الرحمن، قد خفت الله من كثرة ما أدعوه على الجهمية. قال: لا تخف. فإنهم يزعمون أن إلهك الذي في السماء ليس بشيء».
وروى أيضا عن سليمان بن حرب الإمام، قال: سمعت وذكر هؤلاء حماد بن زيد، الجهمية، فقال: «إنما يحاولون أن [ ص: 202 ] يقولوا: ليس في السماء شيء».
وكذا رواه عن أبيه عن ابن أبي حاتم سليمان، ولفظه: «إنما يدورون على أن يقولوا: ليس في السماء إله».
ورواه في «كتاب السنة» عن «الطبراني» العباس بن الفضل [ ص: 203 ] الأسفاطي، عن سمعت سليمان بن حرب، حماد بن زيد، وذكر أيوب السختياني، المعتزلة، فقال: إنما مدار المعتزلة أن يقولوا ليس في السماء شيء». سمعت
وهو الإمام المطلق في زمن وحماد بن زيد مالك والثوري والليث، وكان يقول: إنه أعلم الناس بما يدخل في السنة من الحديث، وهو صاحب الذي قال فيه [ ص: 204 ] «أيوب السختياني» لما قيل له: حدثت عنه وهو عراقي؟ فقال: ما حدثكم عن مالك، أيوب أحد إلا وأيوب أفضل منه.
وأهل العلم والسنة بالبصرة متبعون لأيوب، وابن عون ثم ويونس بن عبيد، لحماد بن زيد ونحوهم. وحماد بن سلمة
ومذهب السنة الذي يحكيه في «مقالاته» عن أهل السنة والحديث، أخذ جملته عن الأشعري الإمام الفقيه عالم البصرة، في وقته، وهو أخذه عن أصحاب «زكريا بن يحيى الساجي» حماد وغيرهم، فيه ألفاظ معروفة من ألفاظ [ ص: 205 ] كقوله: «يدنو من خلقه كيف يشاء» ثم أخذ الأشعري تمام ذلك عن الإمام «حماد بن زيد» لما قدم أحمد بغداد، وإن كان زكريا بن يحيى وطبقته هم أيضا من أصحاب أحمد في ذلك.
وقد ذكر «أبو عبد الله بن بطة» في «إبانته الكبرى» عن جمل مقالات أهل السنة، وهي تشبه ما ذكره الأشعري في «مقالاته»، وكان «زكريا بن يحيى الساجي» الساجي شيخ الذي أخذ عنه الفقه والحديث والسنة، وكذلك ذكر أصحابه. الأشعري،
وروى «عبد الله» ، عن ، قال: [ ص: 206 ] «كلمت «عباد بن العوام الواسطي» ، وأصحاب « بشر المريسي» بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا: ليس في السماء شيء».
وقال حدثنا الإمام «أحمد»: «شريح بن النعمان» قال: سمعت «عبد الله بن نافع الصائغ» سمعت يقول: «الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان». [ ص: 207 ] «مالك بن أنس»
وروى «أبو بكر البيهقي» في كتاب «الأسماء والصفات» بإسناد صحيح قال: «كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته». «الأوزاعي» عن
وقال في كتاب «السنة»: «أخبرني الخلال «الميموني» أنه [ ص: 208 ] قال: سألت ما تقول فيمن قال: إن الله ليس فوق العرش؟ قال: كلامهم كله يدل على الكفر. أبا عبد الله، يعني «أحمد بن حنبل»
وقال: أنا «يوسف بن موسى) أن قيل له: «... والله تبارك وتعالى فوق السماء السابعة على عرشه بائن من خلقه، وقدرته وعلمه بكل مكان؟ قال: نعم، على عرشه لا يخلو الشيء من علمه». [ ص: 209 ] أبا عبد الله «أحمد بن حنبل»
وقال الشيخ «أبو بكر النقاش» صاحب «التفسير» و «الرسالة»: حدثنا سمعت «أبو العباس السراج» يقول: «هذا «قتيبة بن سعيد» الرحمن على العرش استوى [سورة طه: 5]. قول الأئمة في الإسلام والسنة والجماعة: نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه، كما قال: