فيقال: قد تقدم الكلام على هذه الآية في أول كلامه، وذكر حتى نفاة الصفات أن الذي عليه جماهير الخلائق أن الله عز وجل نفسه نور، الجهمية كانوا يقولون: إنه نور، وأما [ ص: 67 ] ولكن قد ورد عن القول بأن الله عز وجل نفسه هو نور الشمس والقمر والنار، فهذا لا يقوله مسلم، أنه قال: "نور السموات من نور وجهه". وهذا يتكلم عليه في موضعه. ابن مسعود
ويتوهم بعض الناس أن هذه الأنوار قديمة؛ لزعمهم أنها من نور الله عز وجل، بل يقولون: أن هذه الأنوار هي الله، وهو نصب الخلاف مع من يقول ذلك، ولكن يبقى كونه نورا مطلقا، فلم يذكر إلا قولين، إما أن يكون هو هذا النور المحسوس، وإما ألا يكون نورا بحال. وكلا القولين باطل. [ ص: 68 ]
بل هو نور، وله نور، وحجابه نور، وإن لم يكن ذلك محسوسا لنا، ولكن ضمنها نفي كونه نورا مطلقا، وذلك باطل. فنتكلم على ما ذكره من الوجوه. ولا حاجة في نفي كونه هذا النور المحسوس إلى ما ذكره من الأدلة،