[ ص: 237 ] فصل
قال الشيخ رحمه الله من المتكلمين للناس في أن الله فوق العرش والعالم قولان مشهوران لعامة الطوائف وأهل الحديث والصوفية والفقهاء من أصحاب أبي حنيفة ومالك والشافعي وغيرهما. وأحمد
أحدهما أنه مجرد نسبة وإضافة بين المخلوقات والخالق وبين العرش والرب تجددت بخلقه للعرش من غير أن يكون هو في نفسه تحرك أو تصرف بنفسه شيئا، وهذا قول من يقول يمتنع حلول الحوادث بذاته وتمتنع الحركة عليه.
والقول الثاني وهو المشهور عن السلف وأئمة الحديث وكثير من أهل الكلام والفقهاء والصوفية من الطوائف الأربعة وغيرهم أنه استوى عليه بعد خلق السموات والأرض كما دل عليه القرآن، فيكون قد استوى عليه بعد أن لم يكن مستويا عليه [ ص: 238 ] وكذلك استواؤه إلى السماء ومجيئه وإتيانه كما وردت بذلك النصوص المتواترة الصحيحة، وعلى هذا التقدير فليس في ذلك انقلاب لذاته، بل قد ذكر أنه ليس في الأدلة العقلية ما يحيل ذلك.