وأما الأحاديث فمنها حديث الذي ذكره، [ ص: 83 ] وليس هو مما أخرجه الشيخان كما ادعاه، وإنما هو من أفراد أبي موسى خرجه عن مسلم، عن عمرو بن مرة، أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود، عن قال: أبي موسى قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، قال: «إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه نور -وفي رواية: النار- لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه».
وذكر رواية ابن خزيمة أبي معاوية عن [ ص: 84 ] عن الأعمش، عمرو، بهذا اللفظ، قال: «حجابه النور».
ورواه من طريق عن الثوري، عمرو قال: [ ص: 85 ] قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات، وقال: «حجابه النار، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه كل شيء أدركه بصره».
وكذلك رواه المسعودي، عن عمرو بمثله، وزاد فيه: "ثم قرأ أبو عبيدة: أن بورك من في النار ومن حولها وسبحان الله رب العالمين [النمل: 8].
ورواه من طريق جرير عن وذكر أنه مثل رواية الأعمش، ورواه الثوري، من طريق عثمان بن سعيد جرير عن ولفظه: الأعمش، «قام فينا رسول [ ص: 86 ] الله صلى الله عليه وسلم بأربع، وقال: حجابه النور، ولو كشفها».
ورواه أيضا من طريق عن الثوري، حكيم بن الديلم، عن أبي بردة، عن مثل لفظ أبي موسى، عن الثوري، [ ص: 87 ] عمرو بن مرة.
وفي الصحيحين عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي موسى رواه [ ص: 88 ] «جنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم في جنة عدن إلا رداء الكبرياء على وجهه -وفي رواية- ما بين أن ينظروا إلى ربهم في جنة عدن إلا رداء الكبرياء على وجهه» ابن خزيمة.
وفي صحيح عن مسلم عن حماد بن سلمة، ثابت، عن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، صهيب قال: قال [ ص: 89 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا لم ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا، ويثقل موازيننا، ويدخلنا الجنة، ويجرنا من النار، قال: فيكشف الحجاب عن وجهه فينظرون إليه، فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة».
وقد رواه حماد بن زيد، وسليمان بن [ ص: 90 ] المغيرة، ومعمر، عن ثابت، لكن رواية أتم إسنادا ومتنا، وذلك معروف في أحاديثه عن حماد بن سلمة لأنه كان بينهما من الصلة ما لم يكن بينه وبين غيره، وكان ثابت البناني، ثابت يقول: ولا أن يصنعوا بي كما صنعوا بأبي سعيد -يعني الحسن البصري- لحدثتهم أحاديث موثقة، فلهذا كان يختصر لبعض [ ص: 91 ] الناس، ويختصر عنه أشياء لاختصاصه به. حماد بن سلمة
ورواه وغيره عن ابن خزيمة عن حماد بن زيد، ثابت، عن أنه تلا هذه الآية: عبد الرحمن بن أبي ليلى، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [يونس: 26]. أعطوا فيها ما شاءوا وما سألوا، قال: يقال: إنه قد بقي من حقكم شيء لم تعطوه، قال: فيتجلى لهم تبارك وتعالى، قال: وتلا هذه الآية: للذين أحسنوا الحسنى وزيادة [يونس: 26]. الجنة وزيادة النظر إلى ربهم، لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة بعد نظرهم إلى ربهم. [ ص: 92 ]
ولفظ سليمان، عن ثابت، عن أنه سئل عن قول الله تعالى: ابن أبي ليلى، للذين أحسنوا الحسنى وزيادة قال: إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة أعطوا فيها من النعيم والكرامة، ينادون: يا أهل الجنة، إن الله قد وعدكم الزيادة، قال: فيكشف الحجاب فيتجلى لهم تبارك وتعالى، فما ظنك بهم حيث ثقلت موازينهم، وحين طارت صحفهم في أيمانهم، وحين جازوا جسرهم فقطعوه، وحين دخلوا الجنة فأعطوا فيها من النعيم والكرامة، قال: فكأن هذا لم يكن شيئا فيما أعطوه.
ورواية عن معمر، ثابت، عن قال: الزيادة النظر إلى وجه الله الكريم. ابن أبي ليلى،
[ ص: 93 ] وعن هشام بن سعد، عن عن أبيه، عن زيد بن أسلم، قال: عمر بن الخطاب موسى عليه السلام قال: يا رب، أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم فقال: أنت أبونا؟ فقال له آدم: نعم. قال: الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال: نعم. قال: فما حملك على أن أخرجتنا من الجنة؟ قال له آدم: من أنت؟ قال: أنا موسى. قال: أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء حجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه؟ قال: نعم. قال: أفما وجدت أن ذلك في كتاب الله قبل أن أخلق؟ قال: نعم. قال: فيما تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم [ ص: 94 ] موسى». رواه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في سننه، أبو داود في توحيده الذي اشترط فيه الصحة، وابن خزيمة وأبو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي [ ص: 95 ] في صحيحه، وغيرهم، وهو على شرط الصحيح من هذا الوجه، وهو في الصحيحين من حديث بمعناه، وفي الصحيحين، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عدي بن حاتم «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أمامه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم [ ص: 96 ] أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل، فإن لم يجد فبكلمة طيبة».
وفي رواية أبي أسامة: [ ص: 97 ] «ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان».
وكذلك رواه بإسناد مشهور من رجال الصحيحين، عن ابن خزيمة عن أبيه قال: عبد الله بن بريدة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان».
قال حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي: يحيى الحماني، حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي، عن يزيد بن الهاد، عن [ ص: 98 ] عبد الله بن يونس، سمع يحدث قال: حدثني المقبري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أبو هريرة، [ ص: 99 ] «أيما والد جحد ولده احتجب الله منه وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين».
قال أبو سعيد: ففي هذا الحديث دليل أنه إذا احتجب من بعضهم لم يحتجب من بعض.