ثم ذكر الحجة الثانية فقال: "فقلنا لهم: أحمد لأن [ ص: 129 ] الناس في الدنيا قد آمنوا بالغيب وبأمور أخرى لم يروها في الدنيا، وسوف يرونها في الآخرة، فإذا ظهر لهم أن هؤلاء يقولون إنه يكون في الآخرة كما كان في الدنيا متفرقا متجزئا لم يمكن أن يراه أحد، ولا أن يحايث أحدا، ولا أن يختص أولياؤه بالقرب منه دون أعدائه؛ بل يكون في النار مع أعدائه، كما هو في الجنة مع أوليائه. فظهر بذلك من كذبهم على الله ما لم يظهر بما ذكروه في أمر الدنيا". إذا كان يوم القيامة أليس إنما الجنة أو النار والعرش والهواء؟ إلى آخره. فبين أن موجب قولهم أن يكون بعضه على العرش، وبعضه في الجنة، وبعضه في النار، وبعضه في الهواء؛ لأن هذه هي الأمكنة التي ادعوا أن الله فيها، فيتبعض ويتجزأ بتبعض الأمكنة وتجزئها، وذكر أنه عند ذلك تبين للناس كذبهم على الله؛