الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
فقوله عن الكرامية: إنهم لا يثبتون ذلك. إن أراد به بعضهم فلعله يكون وإلا فلا ريب أن فيهم من يثبت هذه الصفات الخبرية كالوجه واليد التي يسميها هو الجوارح والأبعاض، ويطلقون أيضا لفظ الجسم إما لفظا وإما لفظا ومعنى.

وأما الحنبلية فلا يعرف فيهم من يطلق هذا اللفظ، لكن فيهم من ينفيه وفيهم من لا ينفيه ولا يثبته، وهو الذي كان عليه الإمام أحمد وسائر أئمة السنة، وإن كانوا مع ذلك يثبتون ما جاءت به النصوص مما يسميه المنازعون تجسيما وتشبيها، بل يقولون: إثبات هذه المعاني أحق بمعنى التجسيم ممن يثبت [ ص: 556 ] لفظه دون معناه.

وكذلك قوله عن الكرامية: إنهم زعموا أنه غير متناه، فهذا إنما هو قول بعضهم كما تقدم ذكره لذلك: وأن منهم من يقول هو متناه، ثم إن كلا من القولين ليس من خصائص الكرامية بل النزاع في ذلك مشهور عن غيرهم، وقد ذكرنا بعض ما في ذلك من النزاع فيما ذكره الأشعري في المقالات.

التالي السابق


الخدمات العلمية