فصل
nindex.php?page=treesubj&link=28911قال الرازي: واعلم أن اللفظ إذا كان بالنسبة إلى المفهومين على السوية فهو هنا يتوقف الذهن، مثل القرء بالنسبة إلى الحيض والطهر، وإنما الصعب المشكل أن يكون اللفظ بأصل وضعه راجحا في أحد المفهومين، ومرجوحا في الآخر، ثم إن الراجح يكون باطلا والمرجوح حقا.
مثاله في القرآن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=16وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها [الإسراء: 16]. فظاهر هذا الكلام أنهم يؤمرون بأن يفسقوا، ومحكمه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28إن الله لا يأمر بالفحشاء [الأعراف: 28]. ردا على الكفار فيما حكى عنهم:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها [ ص: 403 ] [الأعراف: 28]. وكذلك قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67نسوا الله فنسيهم [التوبة: 67]. قال: وظاهر النسيان ما كان ضد العلم، ومرجوحه الترك في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فأنساهم أنفسهم [الحشر: 19]. ومحكمه قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وما كان ربك نسيا [مريم: 64]. وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لا يضل ربي ولا ينسى [طه: 52]. قال: فهذا تلخيص الكلام في تفسير المحكم والمتشابه، وبالله التوفيق.
فَصْلٌ
nindex.php?page=treesubj&link=28911قَالَ الرَّازِيُّ: وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّفْظَ إِذَا كَانَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَفْهُومَيْنِ عَلَى السَّوِيَّةِ فَهُوَ هُنَا يَتَوَقَّفُ الذِّهْنُ، مِثْلُ الْقُرْءِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَيْضِ وَالطُّهْرِ، وَإِنَّمَا الصَّعْبُ الْمُشْكِلُ أَنْ يَكُونَ اللَّفْظُ بِأَصْلِ وَضْعِهِ رَاجِحًا فِي أَحَدِ الْمَفْهُومَيْنِ، وَمَرْجُوحًا فِي الْآخَرِ، ثُمَّ إِنَّ الرَّاجِحَ يَكُونُ بَاطِلًا وَالْمَرْجُوحُ حَقًّا.
مِثَالُهُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=16وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا [الْإِسْرَاءُ: 16]. فَظَاهِرُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّهُمْ يُؤْمَرُونَ بِأَنْ يَفْسُقُوا، وَمُحْكَمُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ [الْأَعْرَافُ: 28]. رَدًّا عَلَى الْكُفَّارِ فِيمَا حَكَى عَنْهُمْ:
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=28وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا [ ص: 403 ] [الْأَعْرَافُ: 28]. وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=67نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ [التَّوْبَةُ: 67]. قَالَ: وَظَاهِرُ النِّسْيَانِ مَا كَانَ ضِدَّ الْعِلْمِ، وَمَرْجُوحُهُ التَّرْكُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=19فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ [الْحَشْرُ: 19]. وَمُحْكَمُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=64وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مَرْيَمُ: 64]. وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=20&ayano=52لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى [طه: 52]. قَالَ: فَهَذَا تَلْخِيصُ الْكَلَامِ فِي تَفْسِيرِ الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ.