الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
الوجه الثالث: أن قوله: «فيأتي الله في صورته التي يعرفون»، وقوله: «فيأتيهم الله في صورة غير صورته»، وقوله: «أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها أول مرة»، «وفي صورة غير صورته التي رأوه فيها أول [ ص: 86 ] مرة»، ونحو ذلك لو احتمل أن يكون بمعنى فيأتيهم بصورة، فقد تقدم أن لفظ الصورة المضاف إلى شيء هو من باب الإضافة النفسية لا الخلقية كما تقدم بيانه لأن الإضافة الخلقية تكون فيما هو قائم بنفسه، كما في قوله: «ناقة الله»، «بيت الله»، «أرض الله»، ونحو ذلك مما فيه دلالة على أنه منفصل عن المضاف إليه، ولكن هو يحسن به، وأما الصفات مثل العلم والقدرة ونحو ذلك فإذا أضيف كانت إضافته إضافة نفسية إذا لم يتبين خلاف ذلك؛ إذ لم يعلم أن هذه الأمور تقوم بنفسها، والصورة هي قائمة بذي الصورة، فليست من الأعيان المنفصلة عن المضاف إليه حتى تجعل بمعنى الملك، فلا يمكن أن تكون صورة الله التي يأتي فيها مخلوقا منفصلا عنه يبعثه وهو لا يأتي.

التالي السابق


الخدمات العلمية