الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
قلت: وقد ظهر بذلك أن مراده بأهل الحق هم أصحابه، [ ص: 596 ] ، وكذلك عادة أبي المعالي إذا قال: قال أهل الحق. فهم أصحابه وهذا مما يقوله كثير من الناس في خطابه، وهو من باب إخبار الرجل عن اعتقاده، إذ كل أحد يمكنه أن يقول عن طائفته ذلك يعرفهم بهذا التعريف. والغرض أن ما ذكره من أن المعرفة من طريق الدلالة ذكره عن جمهورهم لا عن جمهور المسلمين. وأما قوله ابتداء: على هذا أكثر أهل القبلة. فإنه يعني به عن المتكلمين الذين هم عنده علماء أهل القبلة كأصحابه والمعتزلة ونحوهم، وإن لم يحمل على ذلك. وإلا كان كذبا صريحا، فإن هذا الكلام الذي ذكره لا يقدر هو ولا غيره أن ينقله لا بلفظه ولا بمعناه عن إمام من أئمة المسلمين: لا أئمة العلم ولا أئمة العبادة ولا عن أحد من سلف الأمة، ولا عن أحد له في الأمة لسان صدق عام، بل كلام هؤلاء كله صريح في [ ص: 597 ] إنكار ما أوجبه هؤلاء وجعلوه طريقة المعرفة، حتى الأشعري نفسه قد ذكر إجماع السلف على ذلك، كما في رسالته إلى أهل الثغر " بباب الأبواب " كما قد حكينا لفظه عند احتجاج [ ص: 598 ] المنازع بالحركة ونحوها كما تقدم.

التالي السابق


الخدمات العلمية