قلت: وهذا قول كثير من متأخري المتكلمة الصفاتية كالقاضي أبي بكر بن الطيب وغيره وهو قول قال: القاضي أبي يعلى: وأحسب هذا قول وقال قائلون: معنى الجسم أنه مؤتلف وأقل الأجسام جزءان ويزعمون أن الجزأين إذا تألفا فليس واحد [ ص: 330 ] منهما جسما، ولكن الجسم هو الجزآن جميعا، وأنه يستحيل أن يكون التركيب في واحد، والواحد يحتمل اللون والطعم والرائحة وجميع الأعراض إلا التركيب، وزعموا أن قول القائل يجوز أن يجمع إليهما ثالث خطأ محال؛ لأن كل واحد منهما مشغل لصاحبه وإذا أشغله لم يكن للآخر مكان؛ لأنه إذا كان جزآن مكانهما واحد، فقد ماس الشيء أكثر من قدره، ولو جاز ذلك جاز أن تكون الدنيا تدخل في قبضة، ولهذا قال: لا يماس الشيء أكثر من قدره"، قال: "وهذا قول الإسكافي. أبي بشر صالح بن أبي صالح ومن وافقه".