الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الخبر الذي استدل به من قال: إن أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإبرار المقسم أمر ندب لا أمر وجوب.

                                                                                                                                                                              8880 - حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثنا الحميدي ، قال: حدثنا سفيان، قال: حدثنا الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: أتى النبي - عليه السلام - رجل منصرفه من أحد فقال: يا رسول الله إني رأيت ظلة تنطف سمنا وعسلا، ورأيت الناس يتكففون منه، فالمستكثر منه والمستقل.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : يا رسول الله، دعني أعبرها، فقال: "اعبرها ..." فذكر الحديث، قال: فقال: يا رسول الله، أصبت؟ فقال: "أصبت بعضا، وأخطأت بعضا" قال: أقسمت عليك يا رسول الله، قال: "لا تقسم يا أبا بكر ".


                                                                                                                                                                              8881 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا ( أبو) داود [ ص: 102 ] ابن المحبر وعبد الله بن رجاء، قالا: حدثنا عكرمة بن عمار ، عن [ سماك] الحنفي ، قال: حدثني مالك بن مرثد، عن أبيه مرثد، قال: قلت: يا أبا ذر ، هل سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن ليلة القدر؟ قال: نعم، قال: قلت يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة القدر في رمضان هي أم في غيره؟ قال: "بل هي في رمضان" قلت: يا نبي الله، أخبرني أتكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء ورفعوا رفعت معهم أم هي إلى يوم القيامة؟ [قال: "بل هي إلى يوم القيامة" قال: فقلت:] يا رسول الله في أي رمضان هي؟ قال: "التمسوها في العشر الأول أو في العشر الأواخر" قال: ثم حدث نبي الله - عليه السلام - وحدث، فاهتبلت غفلته، فقلت: يا رسول الله، أخبرني في أي العشرين هي؟ قال: "التمسوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها" قال: ثم حدث وحدث، فاهتبلت غفلته، فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك في أي العشر؟ قال: فغضب غضبا ما غضب علي من قبل ولا بعد، ثم قال: "إن الله لو شاء أطلعكم عليها فالتمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها". [ ص: 103 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية