الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر إعطاء أهل الذمة من كفارة اليمين

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في إعطاء أهل الذمة من كفارة اليمين، فقالت طائفة: لا يجوز أن يعطى منها أحد على غير دين الإسلام، يروى هذا [ ص: 185 ] القول عن الحسن البصري ، والحكم، والنخعي ، وبه قال مالك، والأوزاعي ، والشافعي ، وأحمد، وإسحاق ، وأبو عبيد.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: يجوز أن يعطي أهل الذمة من ذلك.

                                                                                                                                                                              يروى هذا القول عن الشعبي ، وبه قال أصحاب الرأي.

                                                                                                                                                                              وقال الثوري: يعطي أهل الذمة إن لم يجد مسلمين، ولا يعطي أهل الحرب.

                                                                                                                                                                              وقال أبو ثور : يجزئه؛ وذلك أن الله قال: ( إطعام عشرة مساكين ) .

                                                                                                                                                                              واختلف أهل العلم في الرجل لا يجد مسلمين وكان أهل الذمة مساكين أجزأه ذلك، واحتج بقوله ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ) الآية، واحتج بعض من يرى أن لا يعطى من الزكاة والكفارات غير المسلمين بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم" فلما أجمعوا أن الزكاة لا يجوز أن يعطى منها غير مسلم كان كذلك سائر الكفارات، وأما احتجاج أبي ثور بقوله: ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) فليس من أبواب الكفارات بسبيل؛ لأن تلك نافلة، والزكاة والكفارات فرائض لا تشبه النوافل. [ ص: 186 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية