الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              إخراج قيمة الطعام

                                                                                                                                                                              واختلفوا في إخراج قيمة الطعام في كفارة اليمين، فكان الشافعي يقول: لا تجزئ القيمة، وهذا يشبه مذهب مالك؛ لأنه قال: [ ص: 183 ] لا تجزئ قيمة الثياب للمساكين.

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: لو أعطاهم قيمة الطعام أعطى كل مسكين قيمة نصف صاع، ولو غداهم وأعطاهم قيمة العشاء أجزأه ذلك.

                                                                                                                                                                              وقال أحمد: القيمة إن أعطى أخشى أن لا تجزئه؛ لأن الله قال: ( إطعام ) وكان أبو ثور يقول: لا تجزئ القيمة إذا وجد الطعام، وإنما يعطي الناس القيمة فيما لم يوجد.

                                                                                                                                                                              واستحب الأوزاعي أن يطعم فإن تصدق بثمنه أجزأه عنده.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : لا يجزئ إلا الإطعام؛ لأن الله لم يأمر بغيره بدلا منه، ولو جاز إخراج قيمة الطعام لجاز إعطاء قيمة الرقبة وقيمة فدية الآدمي وجزاء الصيد واللباس، والبدل من ذلك كله غير جائز؛ إذ المخرج بدلا من ذلك مخرج لما لم يؤمر بإخراجه تارك لما أمر به.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية