الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              مسائل:

                                                                                                                                                                              كان مالك بن أنس - رحمة الله عليه - يقول: إذا جعل عليه صوم شهر بعينه فمرض فيه لا قضاء عليه، وكذلك قال عبد الملك بن الماجشون ، وقال أحمد: يكفر لتأخيره، ويصوم شهرا.

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيمن جعل عليه صوم اليوم الذي يقدم فيه فلان، فقدم فلان بعد الفجر ولم يأكل أو أكل.

                                                                                                                                                                              فقالت طائفة: عليه القضاء، هكذا قال الشافعي ، وقال في موضع آخر: وهذا احتياط، وقد يحتمل القياس أن لا يكون عليه قضاء. [ ص: 274 ]

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: لا قضاء عليه، كذلك قال أبو ثور وأصحاب الرأي وابن القاسم صاحب مالك، وكذلك نقول.

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: إن قدم فلان في أول النهار، ولم يكن أكل طعاما صام يومه وقد أجزأه، وإن قدم وقد أكل في أول نهاره كف عن الأكل بقية يومه وعليه قضاؤه، هذا قول الأوزاعي .

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيه إن قدم ليلا، فكان الشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي يقولون: لا شيء عليه، إلا أن الشافعي قال: وأحب إلي لو صامه، وكان ابن القاسم صاحب مالك - رحمهما الله - يقول: أرى عليه صوم صبيحة تلك الليلة.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : لا شيء عليه.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية