الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر صنوف الأيمان التي يجوز الحلف بها من صفات فعله عز وجل.

                                                                                                                                                                              8864 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثني ابن شبيب، قال: حدثني أبي، عن [موسى] ، عن ابن شهاب ، قال: أخبرني حمزة بن [ ص: 92 ] عبد الله بن عمر ، عن أبيه قال: كان أكثر قسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول: "ومصرف القلوب".

                                                                                                                                                                              8865 - حدثنا عبد الله بن محمد، قال: حدثني محمد (بن عباد ) قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم، عن أبيه، قال: كانت يمين النبي - صلى الله عليه وسلم - يحلف بها كثيرا "لا ومقلب القلوب".

                                                                                                                                                                              8866 - حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا مهدي بن جعفر الرملي، قال: حدثنا [ أبو] معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على أمر إذا أنتم فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم".

                                                                                                                                                                              8867 - حدثنا يحيى بن محمد ، قال: حدثنا مسدد ، قال: حدثنا يحيى، عن حسين المعلم ، قال: حدثنا قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "والذي نفسي بيده لا يؤمن رجل حتى يحب لأخيه - أو لجاره - ما يحب لنفسه". [ ص: 93 ]

                                                                                                                                                                              8868 - حدثنا يحيى، قال: حدثنا مسدد ، قال: حدثنا يحيى، عن شعبة ، قال: حدثنا قتادة ، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه.

                                                                                                                                                                              8869 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال: حدثنا أحمد بن يونس ، قال: حدثنا زهير ، قال: حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سعيد، قال: قال عمر: "فوالذي أنزل الكتاب عليك لأنت أحب إلي من نفسي".

                                                                                                                                                                              قال زهير : قال حدثنا يحيى، قال سعيد: وصدق عمر.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : أجمع أهل العلم على أن من حلف فقال: والله، أو بالله، أو تالله، فحنث أن عليه الكفارة، وكان مالك، والشافعي ، وأبو عبيد، وإسحاق ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي يقولون: من حلف باسم من أسماء الله فحنث فعليه الكفارة.

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وهكذا أقول، ولا أعلمهم يختلفون فيه.

                                                                                                                                                                              وقال الشافعي : إذا قال: وحق الله، وعظمة الله، وجلال الله، وقدرة الله، يريد بهذا كله اليمين أو لا نية له فهي يمين، وإن لم يرد به اليمين فليس بيمين؛ لأنه يحتمل أن يكون حق الله واجبا على كل مسلم، وقدرة الله ماضية عليه.

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: إذا قال: [ ص: 94 ] وعظمة الله، وعزة الله، وجلال الله، وكبرياء الله، وأمانة الله، وحنث، عليه الكفارة.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية