الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الرجل يكفر عن الرجل بأمره

                                                                                                                                                                              قال سفيان الثوري : وإذا كان على الرجل كفارة رقبة فقال - يعني لرجل - أعتق عني عبدك فأعتقه أجزأ عنه، وكان الولاء للذي عليه [ ص: 202 ] الكفارة، وكذلك قال مالك، والشافعي ، وقال أبو ثور : يجزئ.

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيه إن أمره أن يعتق عنه على غير شيء، فكان الشافعي يقول: هي هبة، وإعتاقه عنه كقبضه ما وهب ، وولاؤه للمعتق عنه.

                                                                                                                                                                              وقال أبو ثور : يجزئ عنه من كفارة يمين، وولاؤه للذي أعتقه، قال: وإنما يراد من الكفارة العتق، ولا ينظر إلى الولاء.

                                                                                                                                                                              واختلف أصحاب الرأي في هذه المسألة، قال بعضهم: يعتق، ويجزئ عن العتق عنه، ويكون الولاء له، هذا قولأبي يوسف، والقول الآخر قول أبي حنيفة أن العتق عن الذي أعتق، والولاء له، ولا يجزئ أن يعتق عن المعتق عنه، وقال محمد: قول أبي حنيفة أحب إلي.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية