الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              باب ذكر الأوسط من إطعام المساكين

                                                                                                                                                                              اختلفوا في معنى قوله ( من أوسط ما تطعمون أهليكم ) فقال عبيدة: الخبز والسمن، وقال ابن سيرين : أفضله الخبز واللحم، وأوسطه: الخبز والسمن، و [أخسه] الخبز، والتمر، وقال أبو رزين: خبز وخل، [خبز] وزيت.

                                                                                                                                                                              واختلفوا في إطعام المساكين فقالت طائفة: يغديهم ويعشيهم، روي هذا القول عن علي بن أبي طالب [ والشعبي ، والحسن البصري ، وقتادة .

                                                                                                                                                                              8982 - حدثنا علي بن عبد العزيز ] ، قال: حدثنا أبو عبيد ، قال: حدثنا ابن أبي زائدة، عن الحجاج ، عن حسين الحارثي، عن الشعبي ، عن الحارث، عن علي في كفارة اليمين، قال: يغدي ويعشي.

                                                                                                                                                                              وقال مالك: إن غداهم وعشاهم أجزأه ذلك، وهو قول أبي ثور ، وأصحاب الرأي، وحكى أبو عبيد هذا القول عن الثوري، وأهل الكوفة. [ ص: 182 ]

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة: تجزئهم أكلة.

                                                                                                                                                                              كذلك قال محمد بن سيرين ، والأوزاعي ، وأبو عبيد.

                                                                                                                                                                              وفيه عن الحسن البصري قول ثان، قال: يطعمهم وجبة واحدة خبزا وأدما.

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثالث قاله الشافعي ، قال: ولا يجزئ في ذلك إلا مكيلة الطعام.

                                                                                                                                                                              واختلفوا في الدقيق والسويق يجزئ أم لا؟ فقال مالك والشافعي : لا يعطي الدقيق والسويق.

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي: إذا أعطى كل مسكين نصف صاع من حنطة أو دقيق أو سويق أجزأه ذلك. وقال أبو ثور : ولو غداهم وعشاهم سويقا وتمرا فإن كل هذا مما [يقتاتونه] أجزأه ذلك. وقال أحمد: يجزئه أن يعطيهم الدقيق بالوزن.

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية