الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الوجه السادس أن يقال: ما علم به أن الموجود الممكن والمحدث لا يكون إلا جسما أو عرضا، أو لا يكون إلا جوهرا، أو جسما، أو عرضا، أو لا يكون إلا متحيزا أو [ ص: 370 ] قائما بمتحيز، أو لا يكون إلا موصوفا أو صفة، أو لا يكون إلا قائما بنفسه أو بغيره: يعلم به أن الموجود لا يكون إلا كذلك؛ فإن الفطرة العقلية التي حكمت بذلك لم تفرق فيه بين موجود وموجود؛ ولكن لما اعتقدت [أن ] الموجود الواجب أو القديم يمتنع فيه هذا أخرجته من التقسيم، لا لأن الفطرة السليمة والعقل الصريح مما يخرج ذلك. ونحن لم نتكلم فيما دل على نفي ذلك عن الباري، فإن هذا من باب المعارض، وسنتكلم عليه، وإنما المقصود هنا بيان أن ما به يعلم هذا التقسيم في الممكن والمحدث هو بعينه يعلم به التقسيم في الموجود مطلقا. والمعتزلة ومن اتبعهم الذين يخرجون القديم من هذا التقسيم مما اعتقدوه لما اعتقدوه، وهذا قول طائفة من الفلاسفة لا جميعهم، وكذلك ذاك قول طائفة من المتكلمين لا جميعهم وكما أن قول هؤلاء الفلاسفة لم يكن مانعا للمتكلمين ومن وافقهم من الفلاسفة من التقسيم، فكذلك قول هؤلاء المتكلمين ليس [مانعا ] لمن خالفوه من جماهير الناس وأهل الكلام والفلسفة من هذا التقسيم. [ ص: 371 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية