الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد كان ابن عمر مع وقوفه على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رويناها عنه في هذا الباب يزيد عليها ما قد ذكره عنه نافع مولاه فيما :

                  1152 - قد حدثناه محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا حماد ، قال حدثنا أيوب ، وعبيد الله .

                  وفيما قد حدثنا يونس ، قال أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره ، قالوا جميعا عن نافع ، قال : كان ابن عمر يزيد في التلبية : لبيك لبيك لبيك ، وسعديك ، والخير بيديك ، لبيك والرغباء إليك والعمل .

                  [ ص: 25 ] فإن قال قائل : فقد روي عن سعد بن أبي وقاص كراهة مثل هذا فذكر ما :

                  1153 - قد حدثنا ابن أبي داود ، قال حدثنا أصبغ بن الفريج ، قال حدثنا الدراوردي ، عن ابن عجلان ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عامر بن سعد ، عن أبيه أنه سمع رجلا يلبي يقول : لبيك ذا المعارج لبيك . فقال سعد : ما هكذا كنا نلبي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                  قيل له : هذا عندنا مما قد يحتمل أن يكون سعد كرهه ، لأنه لم يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي به ، وكان الذي سمعه لبى به تلبيته التي رويناها عنه ، فأراد الاقتصار عليها ، وترك الزيادة فيها . وكان ابن عمر قد وقف من تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما رواه عنه ، ومرة على ما رواه أبو هريرة عنه . فعلم بذلك أن الزيادة في التلبية ما هو من جنسها مباح .

                  1154 - وقد حدثنا علي بن معبد ، قال حدثنا يزيد بن هارون ، قال أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عمر بن حسين ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عرفة ، فمنا المهل ، ومنا المكبر ، فأما نحن فنكبر . قال قلت : العجب لكم! كيف لم تسألوه ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل ؟ .

                  ففي هذا الحديث : أن منهم من قد كان يكبر في موضع لا بأس بالتلبية فيه . لأنه لو لم يكن موضعا لا بأس بالتلبية فيه ، لا يكره على من لبى فيه ، ويمنع من ذلك ففي إطلاق ذلك لهم دليل أن ذلك الموضع موضع تلبية ، وقد كبر بعضهم فيه مكان التلبية ، ووافقهم على ذلك عبد الله بن عمر ، فدل ذلك على أنه لا بأس باستعمال التكبير وسائر الأشياء التي فيها تعظيم الله عز وجل بعد التلبية التي لبى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجرت عليها عادة المسلمين في الدخول في حجهم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية