الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  ثم قال عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) فالمراد بذلك - والله أعلم - أنه من يتق الله فيطلق كما أمره يكن له مخرجا بالرجعة التي قد جعلها الله عز وجل له وقد روي عن ابن عباس ما :

                  1813 - قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا وهب ، قال حدثنا شعبة ، عن ابن أبي نجيح ، وحميد الأعرج ، عن مجاهد ، أن رجلا ، قال لابن عباس : رجل طلق امرأته مائة ؟ فقال : أغضبت ربك ، وبانت منك امرأتك ، لم تتق الله فيجعل لك مخرجا قال الله عز وجل : ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ) وقال عز وجل : (يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن في قبل عدتهن) .

                  1814 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا أبو حذيفة ، قال حدثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن مالك بن الحارث ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس ، فقال : إن عمي طلق [ ص: 331 ] امرأته ثلاثا فقال إن عمك عصى الله فآثمه ، وأطاع الشيطان ، فلم يجعل له مخرجا .

                  وفي ذلك ما دل على ما ذكرنا في ذلك فيما تقدم .

                  وأما قوله عز وجل : ( واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن ) فأما اللائي يئسن من المحيض فمن النساء القواعد اللائي قد خرجن عن المحيض فصرن من غير أهله ، ويئسن منه ، ولا يكون موئسا من شيء من يرجوه ، فدل ذلك على أنه أريد بذلك انقطاع الحيض ، وارتفاع الرجاء فيه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية