الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد روي عن عبد الله بن عمر في هذا استدلال على المعنى الذي من أجله ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستلام لما سوى الركنين اليمانيين من أركان البيت ، وذلك أن يونس : [ ص: 113 ] 1345 - حدثنا ، قال حدثنا ابن وهب ، أن مالكا ، حدثه عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، أن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبر عبد الله بن عمر ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ألم ترى إلى قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم قالت : قلت : يا رسول الله ، أفلا تردها على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لولا حدثان قومك بالكفر قال : فقال عبد الله بن عمر : لئن كانت عائشة سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم صلى الله عليه وسلم .

                  قال : ولما كان ما بين الركنين اليمانيين لا يستلم ، لأنه ليس من قواعد إبراهيم ، كان أيضا ما سوى ذلك من البيت مما ليس على قواعد إبراهيم لا يستلم في الطواف ، ولم يكن أصحابنا ذكروا في كتبهم استلام الركن اليماني ، ولا نرى ذلك إلا لأنه لم يتصل بهم ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في استلامه إياه في طوافه مما قد ذكرنا ، ولو اتصل ذلك بهم لقالوه ، غير أنا وجدنا بعد ذلك عن محمد بن الحسن مما رواه عنه هشام بن عبيد الله الرازي مما لم يحك فيه خلافا بينه وبين أحد من أصحابه ، أمره باستلامه في الطواف .

                  قال أبو جعفر : ولما اتصل بنا كما ذكرنا به واستحيناه في الطواف ، والله نسأله التوفيق .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية