الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  قال أبو جعفر : فاستحال بذلك - والله أعلم - أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم نحر الهدي في الحل ، وهو قادر على الوصول إلى الحرم وعقلنا بذلك أن رسول الله [ ص: 253 ] صلى الله عليه وسلم لم يكن محصرا عن الحرم ، وأنه إنما كان محصرا عن البيت خاصة ووجدنا في ذلك أيضا خلاف هذا المعنى مما :

                  1683 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال حدثنا محول بن إبراهيم بن محول بن راشد ، عن إسرائيل بن يونس ، عن صخراة بن زاهر ، عن ناجية بن جندب الأسلمي ، عن أبيه ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حين صد الهدي ، فقلت : يا رسول الله ، ابعث معي بالهدي ، فلأنحره في الحرم فقال : وكيف تأخذ به ؟ قلت : آخذ به في أودية لا يقدرون علي فيها فبعثه معي حتى نحرته بالحرم .

                  ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإحصار ذبح في الحرم ، لا في الحل ولما كان الله عز وجل قد قال في الهدي : ( هديا بالغ الكعبة ) ، كما قال في الصيام في كفارة الظهار ، وفي كفارة القتل الخطإ : ( شهرين متتابعين ) ، فكان الصيام الموصوف بالتتابع لا يجزئ إلا متتابعا ، كان كذلك الهدي الموصوف ببلوغ الكعبة ، لا يكون إلا كذلك .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية