الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد روي في السعي في بطن المسيل أيضا عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، منهم الزبير بن العوام رضي الله عنه كما :

                  1362 - قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا حماد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن الزبير بن العوام رضي الله عنه كان يولي ما بينهما شدا ، وكان عروة لا يسعى إلا واحدة .

                  ومنهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كما :

                  1363 - قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا فضيل بن عياض ، عن منصور بن المعتمر ، عن شقيق ، عن مسروق ، قال : قدمت مكة معتمرا ، فذكر لي أن عائشة وابن مسعود قدما معتمرين قال : فحيرت أيهما أتبعه وأرمقه ، وأفعل كما يفعل ؟ فأتيت أم المؤمنين ، فسلمت عليها ، ثم أتيت عبد الله ، فدخل المسجد ، فرمل ثلاثا ، ومشى أربعا على هيئته ، ثم أتى المقام ، فصلى ركعتين ، ثم رجع إلى الحجر فاستلمه ، ثم رجع إلى الصفا ، فقام عليها مستقبل الكعبة ، فجعل يلبي ، فقلت : إن ناسا من أصحابنا ينهون عن التلبية ، فقال : أنا آمرك بها ، إنما التلبية استجابة استجاب بها موسى صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ، ثم نزل ، فمشى حتى أتى الوادي ، فسعى ، فجعل يقول : رب اغفر وارحم ، إنك أنت الأعز الأكرم ، ثم مشى حتى أتى المروة ، فقام عليها فحسبه قال : ففعل مثل ذلك ، فطاف بينهما سبعا .

                  والسعي في بطن المسيل فمؤكد بما قد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفعاله وأقواله ، ومن أفعال أصحابه رضي الله عنهم من بعده ، فلا ينبغي تركه .

                  فإن قال قائل : فقد رويت عن ابن عمر في حديث كثير ما رويت ؟ قيل له : قد روينا في حديث بكر بن عبد الله ، عنه ، خلاف ذلك وفي حديث بكر أن عبد الله بن عمر لم [ ص: 120 ] يكن عنده حقيقة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من عمر رضي الله عنه في ذلك ، ومع جابر بن عبد الله ، وحبيبة حقيقة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من أفعاله ، ومع حبيبة ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك من قوله وهذا قول أهل العلم جميعا سوى عبد الله بن عمر ، لا نعلم بينهم في ذلك اختلافا .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية