الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  [ ص: 174 ] وينبغي للإمام إذا نفر من مزدلفة أن يمضي إلى منى من وجهه ذلك ، فيرمي جمرة العقبة في ضحى يوم النحر بسبع حصيات مثل حصى الخذف ، ولا يقف عندها ، ولا يرمي يومئذ من الجمار شيئا غيرها ، ثم يرمي من الغد الجمار الثلاث ، يبدأ بالجمرة الأولى التي تلي المسجد ، فيرميها بسبع حصيات ، ويقف عندها ، فيدعو ، ويرفع يديه ، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك أيضا ، ويرمي جمرة العقبة كذلك أيضا ، ويكون رميه هذه الجمار الثلاث في اليوم الثاني بعد زوال الشمس ، ثم كذلك يفعل في اليوم الثالث ، ثم إن أراد أن يتعجل تعجل ، ولا رمى عليه بعد ذلك ، وإن أراد أن يقيم إلى الغد أقام ورمى الجمار الثلاث كما رمى في اليومين اللذين بعد يوم النحر .

                  وينبغي له أن يرمي جمرة العقبة في الأيام كلها من بطن الوادي كما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رميه إياها فإن يونس بن عبد الأعلى :

                  1488 - ، قد حدثنا ، قال حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : وحدثني الأعمش ، عن إبراهيم النخعي ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : رأيت ابن مسعود أتى جمرة العقبة فتركها عن يمينه ، حتى إذا جاوزها استقبلها ، فرماها .

                  فقيل له : إن ناسا يرمونها من فوقها ؟ فقال : من هنا والذي لا إله غيره رماها الذي أنزلت عليه سورة البقرة .


                  1489 - وأن يزيد بن سنان ، حدثنا ، قال حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري ، قال حدثنا حماد بن سلمة ، عن حماد ، والحجاج ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، أن ابن مسعود استبطن الوادي ، فاعترض جمرة العقبة اعتراضا ، وجعل الجبل خلف ظهره ، فرماها ، وقال : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة .

                  1490 - وأن يزيد بن سنان ، أيضا ، حدثنا ، قال حدثنا وهب بن جرير ، قال [ ص: 175 ] حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : خرجت مع عبد الله حاجا ، فوقف عند الجمرة العظمى ، فجعل البيت عن يساره ، ومنى عن يمينه ، ورمى الجمرة بسبع حصيات ، وقال : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة .

                  وهذا قول أهل العلم جميعا في مقام الرامي لجمرة العقبة في يوم النحر ، وفيما بعده من الأيام التي يرميها فيها .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية