الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وقد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آثار في الحجر أنه من البيت ، أو أن بعضه من البيت فمنها ما :

                  1335 - قد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال حدثنا أسد بن موسى ، قال حدثنا سنان بن عبد الرحمن أبو معاوية ، عن الأشعث بن أبي الشعثاء ، عن الأسود بن [ ص: 110 ] يزيد ، عن عائشة ، قالت : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجر ، فقال : هو من البيت قلت : فما منعهم أن يدخلوه فيه ؟ قال : عجزت بهم النفقة .

                  1336 - ومنها ما قد حدثنا أبو بكرة ، قال حدثنا أبو داود ، قال حدثنا سليم بن حيان ، قال حدثنا سعيد بن ميناء ، قال : حدثني عبد الله بن الزبير ، قال : حدثتني عائشة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال لها : لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية لهدمت الكعبة ، وألزقتها بالأرض ، وجعلت لها بابين ، بابا شرقيا وبابا غربيا ، ولزدت ستة أذرع من الحجر في البيت أن قريشا استقصرته لما بنت البيت .

                  1337 - ومنها ما قد حدثنا أبو بكرة ، قال حدثنا عبد الله بكير التيمي ، قال حدثنا حاتم بن أبي صغيرة ، عن أبي قزعة ، أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت ، قال : قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين ، يقول : سمعتها وهي تقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يا عائشة ، لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر .

                  فقال الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ربيعة : لا تقل ذلك يا أمير المؤمنين ، فأنا سمعت أم المؤمنين ، تقول قال : وددت أني كنت سمعت هذا منك قبل أن أهدمه فتركته .


                  1338 - ومنها ما قد حدثنا يونس ، قال أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن قتادة ، حدثه عن عروة بن الزبير ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدها أن تصلي في البيت ، فأمرها أن تصلي في الحجر ، قالت : إنك وعدتني أن أصلي في البيت ؟ قال : إنه من البيت . ولو ما [ ص: 111 ] أن قومك حديث عهد بشرك ألحقته بالبيت .

                  قال أحمد : وكان ما فيه الزيادة من هذه الآثار على ما سواه منها مما يثبت أن كل الحجر من البيت أولى مما يقصر عن ذلك منها فدل ما صححنا هذه الآثار التي رويناها عليه ، على أن الحجر من البيت ولما كان الطواف من وراء بقية البيت ، كان كذلك يكون من وراء الحجر الذي قد ثبت أنه من البيت .

                  وهكذا كان أبو حنيفة ، ومالك ، والثوري ، وزفر ، وأبو يوسف ، ومحمد بن الحسن ، والشافعي ، وسائر أهل العلم سواهم يقولونه في هذا .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية