الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  واختلفوا في المحصر بالحج يمنع من دخول الحرم ، ومن نحر الهدي فيه ، فكانت طائفة منهم تقول لا ينحر عنه الهدي إلا في الحرم وممن قال بذلك منهم أبو حنيفة ، وأبو [ ص: 252 ] يوسف ، ومحمد بن الحسن ، كما قد حدثنا سليمان بن شعيب ، عن أبيه ، عن محمد ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، وعن أبيه ، عن محمد ، عن أبي يوسف ، وعن أبيه ، عن محمد ، بذلك .

                  وكانت طائفة منهم تقول : ينحر الهدي مكانه الذي هو محصور فيه ثم يحل وممن كان يقول بذلك منهم الشافعي .

                  ولما اختلفوا في ذلك ، كما ذكرنا ، نظرنا فيما يحتج به كل فريق لمذهبه لنقف بذلك على صحيح القول من قوليهم هذين إن شاء الله فكان من حجة من ذهب في ذلك إلى إباحة نحر الهدي بالمكان الذي أحصر فيه الحاج ، ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحره الهدي بالحديبية لما أحصر ومنع من مجاوزتها إلى الحرم .

                  1681 - وكما قد حدثنا فهد بن سليمان ، قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الله بن أبي يزيد ، عن سباع بن ثابت ، عن أم كرز ، قالت : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية أسأله من لحوم الهدي .

                  وكان من حجة الآخرين في ذلك قول الله عز وجل : ( هديا بالغ الكعبة ) .

                  فدل ذلك على أن الهدي مشروط فيه بلوغ الكعبة .

                  قالوا : وقد يجوز أن تكون أم كرز سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية من لحوم الهدي المذبوح بغيرها ، فنظرنا ، هل روي في ذلك ما يدل على شيء من هذا المعنى ؟ فإذا : إبراهيم بن أبي داود :

                  1682 - قد حدثنا ، قال حدثنا سفيان بن بشر الكوفي ، قال حدثنا يحيى بن زكرياء بن أبي زائدة ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة ، عن المسور ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالحديبية خباؤه في الحل ، ومصلاه في الحرم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية