الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وينبغي لمن آثر أن يرمي الجمار أن يرميها بمثل حصى الخذف ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك كما :

                  1496 - قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي معبد ، عن ابن عباس ، عن الفضل ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغ وادي محسر ، قال : عليكم بالسكينة ، عليكم بحصاة الخذف ، وأشار بأصبعيه .

                  1497 - وكما قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج بن منهال ، قال حدثنا حماد ، عن عوف ، عن زياد بن حصين ، عن أبي العالية ، عن ابن عباس ، قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ناولني حصيات ، فناولته حصى الخذف ، فجعل يحركهن بيده ، ويقول : بمثلهن بمثلهن ، وإياكم والغلو ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو .

                  1498 - وكما قد حدثنا يزيد بن سنان ، قال حدثنا أبو عاصم ، قال أخبرنا سفيان الثوري ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : أفاض النبي صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة ، وكان يقول : عليكم بالسكينة ، ثم أوضع في وادي محسر ، ثم أمر بأن نرمي الجمار بحصى الخذف ، ثم قال : لتأخذ أمتي مناسكها ، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا .

                  1499 - وكما قد حدثنا يزيد ، قال حدثنا أبو داود الطيالسي ، وأبو عامر العقدي ، قالا : حدثنا رباح بن أبي معروف ، قال حدثنا أبو الزبير ، عن جابر ، أن رسول [ ص: 178 ] الله صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يرموا الجمار بمثل حصى الخذف .

                  1500 - وكما قد حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : أخبرني سفيان بن عيينة ، قال : حدثني حميد بن قيس الأعرج ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن رجل من قومه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس مناسكهم ، فقال : إذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف .

                  1501 - وكما قد حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال حدثنا أبو معمر ، قال حدثنا عبد الوارث ، قال حدثنا حميد بن قيس ، عن محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ، ففتحت أسماعنا حتى أن كنا لنسمع ما يقول ونحن في منازلنا ، قال : فطفق يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار ، فقال : بحصى الخذف ، بحصى الخذف ، ووضع أصبعيه السبابتين إحداهما على الأخرى ، ثم أمر المهاجرين أن ينزلوا في مقدم المسجد ، وأمر الأنصار أن ينزلوا من وراء المسجد .

                  قال : ثم نزل الناس بعد .


                  1502 - وكما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا حبان بن هلال ، قال حدثنا وهيب بن خالد ، قال حدثنا عبد الرحمن بن حرملة ، عن يحيى بن هند ، أنه سمع حرملة بن عمر وهو أبو عبد الرحمن ، قال : حججت حجة الوداع مردفي سنان بن سنة ، فلما وقفنا بعرفات رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا إحدى أصبعيه على الأخرى ، فقلت لعمي ، ماذا يقول ؟ قال : يقول : ارموا الجمرة بمثل حصى الخذف .

                  [ ص: 179 ] 1503 - وكما قد حدثنا يونس ، قال : أخبرني سفيان ، قال : حدثني يزيد بن أبي زياد ، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص ، عن أمه ، أنها قالت : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمرة العقبة من بطن الوادي ، ثم قال : يا أيها الناس ، لا يقتل بعضكم بعضا ، إذا رميتم الجمرة فارموها بمثل حصى الخذف .

                  1504 - وكما قد حدثنا محمد بن خزيمة ، قال حدثنا حجاج ، قال حدثنا حماد ، عن الحجاج بن أرطاة ، عن يزيد مولى الحارث ، عن جندب ، عن أمه ، قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : ارموا الجمار بمثل حصى الخذف ، ولا تقتلوا أنفسكم وهكذا رماها به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما :

                  1505 - قد حدثنا يزيد بن سنان ، قال حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي الجمار بمثل حصى الخذف .

                  فهكذا ينبغي للناس أن يرموا الجمار ، ولا ينبغي لهم أن يتعدوا ما أمرهم به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غيره من مقدار ما يرمون الجمار به ، كما لا ينبغي لهم أن يتعدوا ذلك في عددهم .

                  وهكذا كان أبو حنيفة ، وأبو يوسف ، ومحمد بن الحسن يقولونه في هذا كما قد حدثنا سليمان بن شعيب ، عن أبيه ، عن محمد ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، وعن أبيه ، عن محمد ، عن أبي يوسف ، وعن أبيه ، عن محمد وكذا كان الشافعي في هذا أيضا .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية