الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  أحكام القرآن الكريم للطحاوي

                  الطحاوي - أبو جعفر الطحاوي

                  صفحة جزء
                  وهذا ابن مسعود فقد روي عنه في التلبية أيضا بعد وقوفه على تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي رويناها عنه في هذا الباب ما :

                  1155 - قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا وهب بن جرير ، قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، قال : كنت مع عبد الله بن مسعود .

                  [ ص: 26 ] بعرفة . فلبى عبد الله حتى رمى جمرة العقبة ، فقال رجل : من هذا الذي يلبي في هذا الموضع ؟ وقال عبد الله في تلبيته شيئا ما سمعته من أحد : لبيك عدد التراب .


                  فهذه التلبية التي يدخل الناس بها في الإحرام قد ذكرناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذكرنا ما يدل على إطلاق الزيادة لهم فيها ما كان من أشكالها من تعظيم الله عز وجل . وهكذا كان أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد يقولون في هذا ، وقالوا : التلبية في الحج كالتكبير في الصلاة . فكما لا ينبغي الدخول في الصلاة إلا بالتكبير فكذلك لا ينبغي الدخول في الحج إلا بالتلبية . حدثنا بذلك من قولهم سليمان بن شعيب ، عن أبيه عن محمد ، عن أبي يوسف ، عن أبي حنيفة ، عن محمد عن أبي يوسف ، وعن أبيه عن محمد بغير اختلاف ذكره لنا عنهم في ذلك .

                  وقد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما تقدم منا في هذا الباب ميقات أهل المدينة ، وميقات أهل اليمن ، وميقات أهل نجد للحج ، ولم يذكر ميقات أهل العراق . غير أن في حديث ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه في ذلك أنه قال : " هي لهم ولكل آت أتى عليهن من غيرهن " فاحتمل أن يكون أهل العراق ممن أريد بذلك ، وأن ميقاتهم لحجهم ما أتوا عليه من هذه المواقيت .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية