الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              مسألة :

                                                                                                                                                                              واختلفوا في تعجيز المكاتب إذا حل نجم من نجومه ، فكان الشافعي والنعمان يقولان : للسيد أن يعجزه إذا حل نجم من نجومه .

                                                                                                                                                                              وقالت طائفة : لا يرد حتى يعجز نجمين . هذا قول الحكم وابن أبي ليلى والحسن بن صالح . وقال أحمد : نجمان أحب إلي . قال أحمد : إذا لحقه نجم بعد نجم فقد عجز . وقال الثوري : ومنهم من يقول : نجمان والاستيناء به أحب إلي . وقال الحارث العكلي . إذا دخل نجم في نجم فقد استبان عجزه .

                                                                                                                                                                              8731 - حدثنا إسماعيل بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا عباد بن العوام ، عن حجاج ، عن حصين الحارثي ، عن الشعبي ، عن الحارث ، عن علي قال : إذا تتابع على المكاتب نجمان [ ص: 517 ] فدخل في السنة الثانية فلم يؤد نجومه رد في الرق .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وقد روينا عن علي بن أبي طالب رواية ثانية ، والإسنادان جميعا فيهما مقال .

                                                                                                                                                                              8732 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد ، قال : أخبرنا قتادة ، عن خلاس بن عمرو أن علي بن أبي طالب قال : إذا عجز المكاتب يستسعى سنتين .

                                                                                                                                                                              وقال الحسن البصري في المكاتب : إذا عجز استسعي به العجز سنتين . وقال جابر بن زيد : يستسعى . وكان الليث بن سعد يقول في المكاتب إذا حل عليه بعض نجومه فلم يأت به وبلح : أرى أن لا يعجل عليه [و] أن (ينتظر) به السلطان في أمره ، فإن رأى له وجه أداء أو مكتسب أخره لذلك ولم يعجل برده في الرق ، وإن لم ير له حرفة ولا وجه مكتسب يكون [قريبا] رده في الرق ولم يضرب له أجلا سنة ولا أقل من سنة . وقال الوليد بن مسلم : إذا عجز يؤجل [ ص: 518 ] نجمين . قال الوليد بن مسلم : فسألت مالكا عن ذلك فقال : يؤجل لأمر يعذر به وينتظره . قال : وسئل الأوزاعي فقال : يستأنى به شهرين ونحو ذلك . وكان إسحاق بن راهويه يقول : لا يكون عجزا حتى يتوالى عليه نجمان إلا أن [يكون] قد رده حاكم عند محل نجم قد عجز عنه حينئذ رقيق . وقال النعمان في المكاتب يعجز فيقول : أخروني . قال : إن كان له مال حاضر أو مال غائب يرجو قدومه أخرته يومين أو ثلاثة لا أزيده على ذلك شيئا . وهذا قول النعمان ومحمد ، وقال يعقوب : لا أرده حتى يتوالى عليه نجمان .

                                                                                                                                                                              وأجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن المكاتب إذا حل عليه نجم من نجومه أو نجمان أو نجومه كلها فوقف السيد عن مطالبته فتركه على حاله راضيا به أن الكتابة بحالها لا تنفسخ ما داما ثابتين على العقد الأول .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية