الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر تدبير الرجل جماعة رقيق بعضهم قبل بعض

                                                                                                                                                                              واختلفوا في الرجل يدبر رقيقا له بعضهم قبل بعض : فقالت طائفة : يبدأ بالأول فالأول . كذلك قال مالك بن أنس : إذا لم يكن له مال غيرهم فدبر بعضهم قبل بعض بدأ بالأول فالأول حتى يبلغ الثلث ، وإن كان دبرهم جميعا في مرضه فإنما هي وصية لهم من الثلث ويقسم بينهم بالحصص ثم يعتق منهم الثلث بالغا ما بلغ ، ولا يبدأ أحدا منهم قبل صاحبه .

                                                                                                                                                                              وفيه قول ثان : وهو إذا دبر رقيقا بعضهم قبل بعض فلا [يبدى واحد] منهم على واحد كما لو أوصى الرجل بوصية صحيحا والآخر مريضا لم يبدأ قديم الوصية على حديثها ، لأنه شيء أوقعه لهم في وقت واحد فإن خرجوا من الثلث عتقوا معا ، وإن لم يخرجوا أقرع بينهم حين أعتقهم المريض فأعتق ثلث الميت وأرق ثلثي الورثة . هذا قول الشافعي . [ ص: 591 ]

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي : إذا دبر الرجل أمته وعبده في مرضه أو صحته فهو سواء وهو من الثلث .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية