الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر ضالة الإبل

                                                                                                                                                                              ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للسائل عن ضالة الإبل : " [ما لك ولضالة الإبل] ، معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها" .

                                                                                                                                                                              8681 - حدثنا علان بن المغيرة ، قال : حدثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرنا [ محمد] بن جعفر ، قال : حدثني ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن يزيد مولى المنبعث ، عن زيد بن خالد الجهني : أن أعرابيا قال [ ص: 409 ] للنبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت ضالة الإبل ؟ قال : فغضب النبي صلى الله عليه وسلم ، (وقال) : "ما لك ولضالة الإبل معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها" .

                                                                                                                                                                              8682 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن مطرف ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله عن ضوال الإبل فقال : "ضالة المؤمن حرق النار " .

                                                                                                                                                                              حدثني علي ، عن أبي عبيد ، قال : وقوله : معها حذاؤها وسقاؤها يعني بالحذاء أخفافها . يقول : إنها تقوى على السير وقطع البلاد وقوله : سقاؤها ، يعني أنها تقوى على ورود المياه لتشرب ولا يقوى الغنم على ذلك .

                                                                                                                                                                              قال أبو عبيد : والضالة لا (تقع بمعناها) إلا على الحيوان خاصة هي التي تضل ، وأما اللقطة فإنما يقال فيها سقطت أو ضاعت ، ولا يقال : ضلت .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وقد روينا عن عمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وابن عباس ، وابن عمر أنهم شددوا في أمر الضوال فمنهم [من قال : من [ ص: 410 ] أخذ ضالة فهو ضال ومنهم] من قال كلاما هذا معناه .

                                                                                                                                                                              وقد اختلف أهل العلم في ضالة الإبل فكان مالك يقول في قول عمر من وجد ضالة فهو ضال ، (أي) مخطئ فلا يأخذها .

                                                                                                                                                                              وقال الشافعي في البعير : ليس له أن يعرض له . وكذلك قال الأوزاعي ، وقال الليث بن سعد في ضالة الإبل في القرى من وجدها عرفها ، وقال في ذلك : في الصحاري لا يقربها ولا يأخذها .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : بظاهر الحديث نقول : لا يأخذ ضالة الإبل أين وجدها من الأرض .

                                                                                                                                                                              وكان الزهري يقول : من وجد ضالة بدنة فليعرفها ، فإن لم يجد صاحبها فلينحرها قبل أن تنقضي الأيام الثلاثة .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية