الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              باب ذكر الخبر الدال على أن الذي يجب على البائع التخلية بين المشتري وبين السلعة

                                                                                                                                                                              8186 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا زهير بن حرب ، قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق قال : حدثني وهب بن كيسان ، عن جابر بن عبد الله قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة ذات الرقاع [مرتحلا ] على جمل لي ضعيف ، فلما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : جعلت الرفاق تمضي ، وجعلت أتخلف حتى أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : "ما لك يا جابر ؟ " قلت : أبطأ بي جملي هذا . قال : فأنخته ، وأناخ النبي عليه السلام ، ثم قال : "أعطني هذه العصا من يدك" - أو "اقطع لي عصا من شجرة" - قال : ففعلت ، فأخذه رسول الله عليه السلام فنخسه بها نخسات ثم قال : "اركب " ، فركبت فخرج والذي بعثه بالحق [يواهق ] ناقته [مواهقة ] . قال : وتحدثت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "تبيعني جملك هذا يا جابر ؟ " قلت : يا رسول الله بل أهبه لك . قال : "لا ، ولكن بعنيه " . قلت : فبكم ؟ قال : "قد أخذته [بدرهم ] " . قال : قلت : لا ، إذا تغبنني يا رسول الله . قال : "فبدرهمين " . قال : قلت : لا . قال : فلم يزل يرفع لي حتى بلغ [ ص: 387 ] الأوقية . قال : "أفقد رضيت ؟ " قلت : نعم ، هو لك . قال : وقد أخذته . .

                                                                                                                                                                              وذكر بعض الحديث قال : ودخل ودخلنا ، قال : فلما أصبحت أخذت برأس الجمل فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وخرج رسول الله فرأى الجمل . فقال : "ما هذا ؟ " قالوا : يا رسول الله هذا جمل جابر . قال : "فأين جابر ؟ " فدعيت له ، فقال : "يا ابن أخي خذ برأس جملك فهو لك " . قال : فدعا بلالا فقال : "اذهب بجابر [فأعطه ] أوقية " ، فذهبت معه فأعطاني أوقية وزادني شيئا يسيرا . قال : فوالله ما زال ينمى عندنا ونرى مكانه من بيتنا حتى أصيب أمس مع ما أصيب الناس يوم الحرة .


                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : فقد وهب رسول الله عليه السلام الجمل لجابر قبل أن يقبضه ، وإذا جاز أن يهب المشتري الشيء المشترى للبائع قبل أن يقبضه ، جاز أن يهبه لغير البائع وجاز بيعه ، وأن يفعل [الذي ] اشتراه ما يفعله المالك فيما يملكه ، وليس مع من خالفنا سنة يدفع بها هذه المسألة ، وهذا حديث ثابت يجب القول به .

                                                                                                                                                                              8187 - وقد روى هذا الحديث بندار ، عن عبد الوهاب ، عن عبيد الله ابن عمر ، عن وهب بن كيسان ، عن جابر ، عن النبي عليه السلام مثله . [ ص: 388 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية