الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              جماع أبواب جمع المال من حله

                                                                                                                                                                              ذكر إباحة المال وطلبه من الحلال

                                                                                                                                                                              8239 - حدثنا سليمان بن شعيب الكسائي ، قال : حدثنا بشر بن بكر ، قال : حدثنا الأوزاعي ، قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، قال : حدثني هلال بن أبي ميمونة ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال : "إن مما أتخوف عليكم بعدي [ما ] يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها " ، فقال رجل : يا رسول الله ، أو يأتي الخير بالشر ؟ قال : فرأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عليه . قال : فلمنا الرجل حين كلم رسول الله وهو لا يكلمه ، قال : فلما جلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يمسح عنه الرحضاء ، قال : "أين هذا السائل ؟ " قال : وكأنه حمده . قال : "إن الخير لا يأتي بالشر ، وإن مما ينبت الربيع ما يقتل أو يلم إلا آكلة الخضر ، أكلت حتى إذا امتلأت خاصرتها استقبلت عين [الشمس ] فثلطت وبالت ثم رجعت . إن هذا المال نعم صاحب المسلم هو لمن أخذه بحقه ، وأعطى منه المساكين ، واليتامى ، وابن السبيل ، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع ، ثم يكون شهيدا عليه يوم القيامة " . [ ص: 427 ]

                                                                                                                                                                              8240 - حدثنا محمد بن إسماعيل (قال : حدثنا أبو نعيم ) ، قال : حدثنا موسى بن علي قال : سمعت أبي يحدث قال : سمعت [عمرو ] بن العاص يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعما بالمال الصالح للمرء الصالح " .

                                                                                                                                                                              8241 - حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن ، قال : حدثنا سليمان بن بلال ، عن عبد [الله ] بن سليمان بن أبي سلمة ، أنه سمع معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني يحدث عن أبيه عن عمه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وعليه أثر غسل وهو طيب النفس فظننا أنه ألم بأهله . فقلت : يا رسول الله ، أصبحت طيب النفس . قال : "أجل والحمد لله " . قال : ثم ذكرنا الغنى . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا بأس بالغنى لمن اتقى ، والصحة لمن اتقى خير من الغنى ، وطيب النفس من النعيم " . [ ص: 428 ]

                                                                                                                                                                              8242 - حدثنا موسى بن هارون ، قال : حدثنا منصور بن أبي مزاحم ، قال : حدثنا ابن سعد ، عن أبيه ، عن معبد الجهني قال : كان معاوية قل ما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكان أول جمعة إذا خطب قال في خطبته : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا مانع لما أعطى الله ، من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن هذا المال حلوة خضرة ، فمن يأخذه بحقه يبارك له فيه ، وإياكم والتمادح فإنه الذبح " .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية