الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر وجود بركة المال إذا أخذه بسخاوة نفس

                                                                                                                                                                              8247 - حدثنا عبد الله بن أحمد ، وحاتم بن منصور قالا : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا الزهري قال : أخبرني [ ص: 432 ] عروة بن الزبير ، وسعيد بن المسيب ، أنهما سمعا حكيم بن حزام يقول سألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم سألته فأعطاني ، ثم قال : "إن هذا المال خضرة حلوة ، فمن أخذها بطيب نفس بورك له فيه ، ومن أخذها بإشراف نفس لم يبارك له فيه ، وكان كالذي يأكل ولا يشبع ، واليد العليا خير من اليد السفلى " .

                                                                                                                                                                              8248 - حدثنا عبد الله بن أحمد ، وحاتم قالا : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا معمر وغيره ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد ، عن حويطب بن عبد العزى ، عن عبد الله بن السعدي أنه قدم على عمر بن الخطاب من الشام ، فقال له عمر : ألم أخبر أنك تلي أعمالا من أعمال الناس فتعطى عمالتك فلا تقبل ؟ فقلت : أجل ، إن لي أفراسا وأعبدا وأنا بخير ، وأنا أريد أن يكون عملي صدقة على المسلمين . فقال : لا تفعل فإني قد أردت مثل الذي أردت ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعطيني العطاء فأقول : أعطه من هو أحوج إليه مني ، وإنه أعطاني مرة مالا فقلت : أعطه من هو أحوج إليه مني . فقال : "يا عمر ، ما أتاك الله به من هذا المال عن غير مسألة ولا إشراف نفس فخذه فتموله أو تصدق به ، وما لا فلا تتبعه نفسك " . [ ص: 433 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية