الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              جناية العبد المرهون على المرتهن

                                                                                                                                                                              واختلفوا في العبد المرهون يجني على المرتهن . فقالت طائفة : يقال للراهن : إما أن تسلمه وإما أن تفديه ، فإن فداه فهو رهن على حاله ، وإن أسلمه فهو للمرتهن ، والدين على الراهن . كذا قال أبو ثور . [ ص: 556 ]

                                                                                                                                                                              وقال أصحاب الرأي : يقال لمولى الراهن : ادفعه أو افده ، فإن دفعه وقبله المرتهن بذلك صار عبدا له وبطل الدين والرهن ، وإن فداه كان على الراهن نصف الفداء ويكون رهنا على حاله . وهذا قول أبي حنيفة .

                                                                                                                                                                              وإن كانت الجناية عمدا أتت على نفس المرتهن فعليه القصاص ، فإن قتله بطل الدين والرهن في قول أصحاب الرأي ، وفي قول الشافعي وأبي ثور : لا يبطل دين المرتهن بقتل الرهن ويكون الدين لورثة المرتهن على الراهن . والله أعلم .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية