الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              مسألة

                                                                                                                                                                              واختلفوا فيمن شهد بزور ، ثم تاب وأناب وظهرت توبته ، فعلى مذهب الشافعي والكوفي يجب قبول شهادته إذا أتت على ذلك مدة تظهر فيها توبته وبه قال أبو ثور . [ ص: 257 ]

                                                                                                                                                                              وسئل مالك فقيل له : أترى أن تبطل شهادته آخر الدهر أم ترى إذا تاب أجزت شهادته ؟ فقال : كيف يؤمن هذا! لا والله . وفرق عبد الملك صاحبه في ذلك بين من يكون بائنا في الفضل مثل مالك وعبد الله بن عبد العزيز العمري ، فإن من كان هكذا ، ثم أخذ في زور لم تقبل شهادته أبدا ، لأنه لا يزيد على الذي كان عليه ، ولا تعرف توبته ، وبين من يكون يوم يؤخذ في زور غير عدل أو عدلا ليس بالبائن المشهور في الفضل والعبادة ، ثم صلحت حالته وبان فضله وعبادته ، وبه رأيت أن نجوز شهادته إذا بلغ هذا الحد من الفضل .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : بالقول الأول أقول . [ ص: 258 ]

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية