الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر شهادة الشريك لشريكه

                                                                                                                                                                              اختلف أهل العلم في شهادة الشريك لشريكه ، فقالت طائفة : لا تجوز شهادة الشريك لشريكه . قال شريح: قال : لا أجيز عليك شهادة خصم ولا شريك ولا مريب ولا دافع مغرم . وقال الثوري : كان إبراهيم يقول : لا تجوز شهادة الشريك لشريكه . قال سفيان : ومن شهد بشهادة يجر إلى نفسه [ ص: 281 ] فيها شيئا فلا شهادة له . وقال الشافعي، وأحمد بن حنبل : لا تجوز شهادة الشريك لشريكه . قال الشافعي : ولا تجوز شهادة جار إلى نفسه . وقال أصحاب الرأي : لا تجوز شهادة الشريك المفاوض لشريكه في قليل ولا كثير ما خلا الحدود ، والقصاص ، والنكاح ، فإن هذا ليس من التجارة ولا مما لشريكه فيه ، وقالوا : لا تجوز شهادة الشريك لشريكه وإن كان غير مفاوض في تجارتهما ، لا تجوز للتهمة .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : لا تجوز شهادة الشريك لشريكه فيما قد اشتركا فيه ، وفيما هما فيه شريكان ، وتجوز شهادة كل واحد لصاحبه فيما لا شركة فيه للشاهد ، وهذا يشبه معاني الشافعي والذي حكاه عنه البويطي على الاختصار ، وعلى أنه إنما رد شهادته فيما هو فيه شريك للشاهد مما هو جار إلى نفسه بشهادته شيئا .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية