الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر ميراث اللقيط

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : أكثر أهل العلم يقولون : اللقيط حر ، وكذلك قال [الشعبي] والحكم وحماد ، وروي ذلك عن عمر بن عبد العزيز والقاسم . وبه قال سفيان الثوري ومالك بن أنس والشافعي وأحمد وأبو ثور وأصحاب الرأي وبه نقول ، وذلك لأن أصل الناس الحرية إلا أن يسترق أهل دار الحرب ، فأما من كان في دار الإسلام وبين المسلمين فأصله أنه حر حتى يعلم غير ذلك ببينة تقوم ، ويقال لمن خالف هذا القول ليس يخلو اللقيط من أحد أمرين : إما أن يكون حرا فلا رق عليه ، أو يكون ابن أمة قوم فليس لملتقطه أن [ ص: 565 ] يسترقه ، والحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "تحرز المرأة ثلاثة مواريث عتيقها ولقيطها وولدها الذي لاعنت عليه " لا يثبت عند أهل المعرفة بالأخبار ، وما أعلم أن أحدا من أصحابنا قال به غير إسحاق ، فإنه كان يقول : ولاء اللقيط للذي التقطه اتباعا لحديث واثلة ولحديث أبي جميلة ، فأما حديث أبي جميلة :

                                                                                                                                                                              6978 - فحدثنا إسحاق ، عن عبد الرزاق عن مالك ، عن ابن شهاب قال : حدثني أبو جميلة ، أنه وجد منبوذا على عهد عمر بن الخطاب فأتاه به ، فاتهمه عمر فأثنى عليه خيرا . فقال عمر : هو حر وولاؤه لك ونفقته من بيت المال .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : سنين أبو جميلة رجل مجهول ، لا يعرف له غير هذا الحديث ، [ ص: 566 ] وقد أجمع عامة أهل العلم على أن اللقيط حر ، واختلفت الأخبار عن النخعي ، فروي عنه أنه قال : هو عبد . وروي عنه أنه قال : نيته في اللقيط : إن نوى أن يسترقه استرقه ، وإن نوى أن يعتقه أعتقه . وروي عنه أنه قال : هو حر وولاؤه لك . ولا يثبت عن ابن عمر خلاف قول أهل العلم; لأن إسناده واه رواه ثوير عن مجاهد وهذا غير ثابت .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية