الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر قول عبد الله بن مسعود في الجد .

                                                                                                                                                                              6829 - حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا سعيد بن منصور قال : حدثنا [أبو] معاوية قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن عبيد بن نضيلة قال : كان عمر ، وعبد الله يقاسمان بالجد مع الإخوة ما بينه وبين أن يكون السدس خيرا له من مقاسمة الإخوة ، ثم إن عمر كتب إلى عبد الله : إنا لا أرانا إلا قد [أجحفنا] بالجد ، فإذا جاءك كتابي هذا فقاسم به الإخوة ما بينه وبين أن يكون الثلث خيرا له من مقاسمتهم ، فأخذ بذلك عبد الله . [ ص: 439 ]

                                                                                                                                                                              6830 - حدثنا محمد قال : حدثنا سعيد قال : حدثنا هشيم قال : أخبرنا مغيرة قال : حدثنا الهيثم بن (بدر) ، عن شعبة بن التوءم الضبي قال : توفي أخ لنا في عهد عمر بن الخطاب وترك جده وإخوته فأتينا ابن مسعود فأعطى الجد مع الإخوة السدس ، ثم توفي أخ لنا آخر في عهد عثمان بن عفان ، وترك جده وإخوة ، فأتيت ابن مسعود فأعطى الجد مع الإخوة الثلث ، فقلت : أتيناك في أخينا الأول فجعلت للجد مع الإخوة السدس ، ثم جعلت الآن له الثلث؟ فقال عبد الله : إنما نقضي بقضاء أئمتنا .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : المعروف عند أهل العلم بالفرائض أن عبد الله بن مسعود كان يقاسم بالجد الإخوة للأب والأم ذكورا كانوا أم ذكورا وإناثا إلى الثلث ، وكان لا يدخل الإخوة من الأب مع الإخوة للأب والأم في المقاسمة ، ولا يعتد بهم . فإن لم يكن للميت إخوة ولا أخوات لأب وأم ، أقام الإخوة من الأب ذكورا كانوا أم ذكورا وإناثا مقام الإخوة من الأب والأم ، فقاسم بهم الجدة كمقاسمته إياه بالإخوة للأب والأم ، وكان يعطي الأخوات إذا لم يكن معهن ذكر فرائضهن ولا يقاسم بهن الجد ، وكان لا يورث الإخوة من الأب ذكورا كانوا أو ذكورا وإناثا مع [ ص: 440 ] الأخت أو الأخوات لأب والأم والجد شيئا يجعل الفاضل بعد نصيب الأخت والأخوات للجد . وإذا كان مع الجد أصحاب فرائض أعطى أصحاب الفرائض فرائضهم ، وقاسم بالجد الإخوة ذكورا كانوا أو ذكورا وإناثا ، فأعطى الجد أي الخصال الثلاث كان خيرا له : المقاسمة ، أو ثلث ما يبقى ، أو سدس جميع المال ، وكان لا يفضل أما على جد ، وكان يسوي بين الأخت الواحدة ، والجد مع الابنة أو البنات فيصير الفاضل بعد نصيب الابنة أو البنات بين الأخت والجد نصفين ، فإذا زاد الأخوات على واحدة جعل ما بقي بعد نصيب الابنة أو البنات بينهن وبين الجد للذكر مثل حظ الأنثيين ، إلى أن يكون السدس خيرا له من المقاسمة ، فإذا كان السدس خيرا له من المقاسمة أعطاه السدس .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية