الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              ذكر الخبر الدال على أن الحداء مباح

                                                                                                                                                                              6720 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا شعبة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير معهم حادي وسائق .

                                                                                                                                                                              6721 - حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا ثابت ، عن أنس أن البراء كان جيد الحداء ، وكان حادي الرجال ، وكان أنجشة يحدو بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما حدا أعنقت الإبل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أنجشة رويدك سوقا بالقوارير " .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وللشافعي في هذا الباب كلام حسن قد حكيته ، قال الشافعي : الشعر كلام حسن كحسن الكلام ، وقبيحه كقبيح الكلام ، [ ص: 295 ] فمن كان من الشعراء لا يعرف بنقص المسلمين وأذاهم ، والإكثار من ذلك ، ولا بأن يمدح فيكثر الكذب ، لم ترد شهادته ، ومن أكثر الوقيعة في الناس على الغضب أو الحرمان حتى يكون ذلك منه ظاهرا كثيرا مستعلنا ، وإذا رضي مدح الناس بما ليس فيهم حتى يكون ذلك كثيرا ظاهرا مستعلنا كذبا محضا ، ردت شهادته بالوجهين ، وبأحدهما لو انفرد به ، ومن كان إنما يمدح فيصدق ويحسن الصدق ، أو يفرط فيه بالأمر الذي لا محض أن يكون كذبا لم ترد شهادته . فأما استماع الحداة ونشيد الأعراب ، فلا بأس به كثر أو قل ، وكذلك استماع الشعر ، وذكر حديث عمرو بن الشريد ، عن أبيه ، وقد ذكرته فقال الشافعي : وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحداء والرجز ، وأمر ابن رواحة في سفره فقال : حرك بالقوم ، فاندفع يرجز ، وذكر كلاما طويلا . وسئل مالك عن شهادة الشاعر : هل تجوز شهادته؟ قال مالك : إن من الشعراء من لا يؤذي بلسانه الجميل يمدح يريد بذلك أن يجازى ، فإن لم يعط لم يؤذ فأرى هذا مقبولا شهادته ، ومنهم من يؤذي ويشتم إن منع ، فلا أرى إذا عرف بهذا - والقبيح - أن تقبل شهادته .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية