الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                              مسألة

                                                                                                                                                                              أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن المسلم إذا أعتق عبدا مسلما ثم مات المعتق ولا وارث له ولا ذي رحم أن ما خلف لمولاه الذي أعتقه .

                                                                                                                                                                              6952 - حدثنا أبو أحمد قال : أخبرنا جعفر بن عون قال : أخبرنا مسعر ، عن عمران بن رياح ، عن ابن معقل قال : قال علي : الولاء شعبة من الرق ، فمن أحرز الولاء أحرز ميراثا .

                                                                                                                                                                              6953 - حدثنا إسحاق قال : أخبرنا عبد الرزاق ، عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء ، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر ورث عائشة - أم المؤمنين - ومات عبد الرحمن قبلها ، وورث عبد الله بن عبد الرحمن عائشة ثم مات عبد الله وترك بنية ، ومات ذكوان مولى عائشة والقاسم بن محمد بن أبي بكر [حي] ، فورث الزبير ابني عبد الله بن عبد الرحمن ذكوانا ، وترك القاسم - والقاسم أحق - قال عطاء : فعيب ذلك عليه ، وجعل القاسم يكلم في ذلك فقال : ماذا أتبع من ذلك . [ ص: 539 ]

                                                                                                                                                                              6954 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن ابن الزبير قال : يحوز الولاء الذي يحوز الميراث .

                                                                                                                                                                              فإن مات المولى المعتق ثم مات المولى المعتق ولا وارث له ولا ذي رحم ، فإن كان للمولى المعتق يوم يموت المولى المعتق أولادا ذكورا وإناثا ، فماله لذكور ولد المولى المعتق دون إناثهم; لأن النساء لا يرثون من الولاء إلا ما أعتقن أو أعتق من أعتقن ، في قول عامة أهل العلم . هذا قول الشعبي ، والنخعي ، وعمر بن عبد العزيز ، ومحمد بن سيرين .

                                                                                                                                                                              وروي عن عمر وعلي وزيد بن ثابت أنهم كانوا لا يورثون النساء من الولاء إلا من أعتقن .

                                                                                                                                                                              وكان ابن عمر يرث موالي عمر دون بنات عمر .

                                                                                                                                                                              وهذا كله قول مالك بن أنس ، والشافعي ، وأحمد ، [ ص: 540 ] وإسحاق ، وأبي حنيفة ، وأبي يوسف ، ومحمد ، ولا أعلم أحدا خالف هذا القول ، ولا قال بغيره إلا طاوس ، فإنه قال : يرث النساء من الولاء ، وكان يورث البنت من ولاء موالي الأب .

                                                                                                                                                                              قال أبو بكر : وبالقول الأول أقول .

                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية